Thursday 6 April 2017

رسالة رقم ١٩ - شنطة سفر



"هل في أي شخص هنا بيتكلم اللغة العربية ومستعد يساعدني ؟ محتاجة حد يعمل مكالمة لقسم المفقودات في مطار القاهرة!"

طبعاً أنا أول ماشفت الايميل ده حسيت إنه موجه ليا ، عربي ومطار القاهرة ، أنا اللي خلقت لهذه المهمة.

رديت على "لورا" اللي باعتة الايميل ده في خلال ٣ دقائق وقلتلها بمنتهى الثقة والفخر "أنامصرية و هساعدك !"
المهم اتكلمنا شفت هي فين ورحتلها أشوف عاوزة إيه من مطار القاهرة الدولي, وأنا الفكرة إلي مقتنعة بها و أنا رايحة لها إن شنطتها ضاعت، بمعنى إن سافرت بها من مصر وموصلتش بها لندن. عادي، بتحصل، سوء حظ و بتحصل في أكبر المطارات وأكبر شركات الطيران.


لورا: خليني احكيلك القصة الاول، أنا رحت مع جوزي مصر في فبراير، زورنا القاهرة والاقصر.
أنا و كلي تحمس و الابتسامة من هنا لهنا: جميل ، و إتبسطي؟

لورا: أيوة كانت جميلة والجو جميل، بس و احنا راجعين لندن من القاهرة، كنا في منطقة التفتيش اللي في البداية خالص
في المطار، وكانت زحمة وكنا مشغولين بنلبس الجزم والحزام وبنلم حاجتنا. بنبص علشان نجيب الشنط ، مش موجودين في أي حتة, لا شنطتي ولا شنطة جوزي.

المهم راحوا للامن وخلاهم يبصوا على الشاشات اللي إتسجل على كاميرات المراقبة و شافوا إن في مسافر أخد معاه الشنطتين بالغلط وساب شنطته.

شرطة السياحة وأمن المطار قالتلي كانوا متعاونين وكتبلها محضر وكانو خلاص إتأخروا على الطيارة ولازم يمشوا.
فالسيد الفاضل قال لها خلاص إتفضلوا انتم سافروا بالسلامة وأما يخلص هنبعتهلكم أو لو إحتجتوا حاجة اتكلموا اسألوا على تقرير رقم 3 بتاريخ النهاردة !
اسمك إيه ؟ جون يا فندم جون . عندك كارت فيه نمرتك؟
بصه إزبهلال شديدة من جون ويرد بعدها "لا يا فندم ، إتصلي بالمطار واسألي على جون"

أنا وبدأت انكمش في نفسي وأعمل نفسي لبنانية : ... امم .. طيب امم .. كلمتيهم ؟
لورا: أيوة، كلمت كل نمر المطار الموجودة على الانترنت بس مفيش حد بيتكلم إنجليزي ولو فيه مش بيقدروا يكملوا للاخر ، لغتهم مش مساعدهم.
بصي احنا خلاص معندناش أمل إن الشنط ترجع بس احنا عندنا تأمين سفر وممكن يدفعلنة تعويض بس لازم نثبت إن الشنط إتسرقوا. أنا بس عوزه صورة من المحضر!!

 حسيت اني نفسي أساعدها أكتر من الأول, مش  عشان صعبانة عليا, ولا عشان أنا طيبة و كدة و بحب مساعدة الاخرين, بس عشان احفظ ماء وجهنا شوية.
أخدت بياناتها و رحت مكتبي في مهمتي لانقاذ صورة الوطن.

قعدت أدور شوية على نمر المطار, ما بين هذا الرقم غير متاح و جرس و محدش بيرد, أخيراً ردت عليا نمرة بعد عدد لا بئس به من الرنات.

صوت نسائي عبر التليفون: الوووو
أنا: أيوة مساء الخير
صوت نسائي:أيوااااا
أنا:  حضرتك مش دة مطار إلقاهرة ولا النمرة غلط ? (أنا متأكدة إن حتقولي مطار إيه ده منزل يا حبيبتشي)
صوت نسائي: أيوااااا المطار.

أنا: طب عندي إستفسار, و اعدت أحكي قصة الست لورا
الموظفة: اه اه, ماشي, ثواني معايا

**فاصل موسيقي جميل**

ردت عليا موظفة وأنا معنديش أدنى فكرة هي من أي قسم.، عدت القصة من الاول و سمعتني للأخر و كانت بتحاول فعلاً تساعدني بس قالت لي مش هقدر أساعدك ده لازم أمن المطار أو شرطة السياحة , قلت لها امال حضرتك مين، قالتلي من شركة الطيران ومش مسؤليتنا طالما ضاعت قبل منستلمها منهم.

إدتني نمرة تانية وقالتلي كلميهم وهم يقدروا يساعدوكي.

كلمت النمرة, و رد علي صوت حزين, هو مش حزين لأ, هوة صوت فيه خمول و كسل رهيب, من "الو" بتاعته عرفت إنه مش هيساعدني ولا عنده النية أصلاً.

بدأت أحكيله القصة للمرة ال٧٠ بس هو مدنيش أي فرصة أكمل, حضرتك احنا هنا مش شركة السياحة, ملناش دعوة...
حضرتك المحضر اتعمل فأكيد ممكن يكون عند حضرتك، يهديك يرضيك ، مفيش فائدة.
طب حضرتك أكلم من ؟ ادني نمرة حد أكلمه ممكن يساعدني!
أخر ما زهق من زني إداني نمرة ، قاللي دي نمرة  صالة  الوصول ٣!!!!

جالي إحباط رهيب و بقيت مكسوفة و أنا بقفل السكة أقول للست إيه ؟

ومع إنتهاء هذه المكالمة كانت مهمتي لانقاذ الشنطة باءت بالفشل الذريع, ورجعت مكتبي اشرب فنجان قهوة اداري به كسفتي.

Thursday 11 September 2014

رسالة رقم ١٨- جبان الله يخيبه

 صيف ٢٠١٤ ,الساعة الثالثة ظهراً, شاب في عقده الثالث, بيتمشي في الشارع بتاع بتنا, رايح جي رايح جي, وأنا واقفة 
 في المطبخ بغسل المواعين و بسلي نفسي بالفرجة من الشباك.
إستمر الشاب دة في حيرته وحيرني معاه ,وإستمرفي التمشية شوية وكل كم دقيقة يقف يسند على السور اللي قدام البيت و يفضل مركز نظره في إتجاه شباك مطبخي.

.بس! دة أكيد حرامي! جيً في النهار عشان يراقب المنطقة و يجي بليل بقي يسرق علي رواقه و احنا في سابع نومة.

شوية و إنضم له شاب تاني، ووقف معاه على نفس السور. كل ده وأنا بقوم بدور المخبر من خلف حوض المطبخ، دول أكيد جايين يراقبوا المنطقة و يجوا بقى يسرقوا  بليل أفي سكون الليل, طب يا ترى هيسرقونا احنا ولا الجيران؟ طب لو الجيران، هما أعدين مركزين مع بيتنا قوي كدة ليه, يبقى أكيد احنا!

  في وسط هذا الوابل من الاستنتاجات والتخمينات جت عربية صغيرة فيها بنتين, و وقفت قدام الشابين و ركبوا معاهم. ساعتها قلت بس خلاص,مطلعوش حرامية الحمد لله , طلعوا ناس طبيعيين مستنين صحابهم يعدوا عليهم, أنا بس اللي مُفترية و الهواجس  هتقتلني.
 ٥ دقائق بالضبط كانوا رجعوا و نزلوا الشابين في نفس المكان اللي أخذوهم منه و انطلقوا بالعربية. الصراحة مهتمتش قوي .. طالما مطلعش حرامي  فهو حُر في ظروفه الشخصية. اما انا  فرجعت للمواعين و انا مرتاحة البال.


بعد إسبوعين  في نفس المعاد,معاد غسيل المواعين اليومي, نفس الشاب اللي شفته من شهر من نفس الموقع، هو كمان واقف في نفس المكان نفس الوقفة. بس بما إن أنا عرفت إلي فيها المرة اللي فاتت،  فأنا عرفة إن هو مستني أصحابه يعدواعليه
لكن المرة ديه طول شوية، صحابه اتأخروا وبقى فيه أكتر من ٣ واقفين بس مش مع بعض لكن كلهم واقفين على نفس الرصيف، ويجمعهم نظرة إنتظار و قلق, وكل شوية يبصوا في الساعة...

وجت أخيراً العربية المنتظرة وكانت نفس عربية المرة إلي فاتت وفيها نفس البنتين, بس المرة ديه الوضع كان شوية مختلف فالعربية وقفت قدام البيت  ودخل أول واحد العربية لوحده والباقيين فضلوا في نفس أماكنهم كل واحد لواحده، وبيبصوا حواليهم..
بدأت أشك.. شكلهم كدة فيه حاجة مريبة، فقررت اني أسيب المواعين وأتفرغلهم.. أشوف حكايتهم إيه.
طلع الأولاني، ودخل التاني، و التالت والرابع.. يدخلو  اديهم فاضية، ويطلعوا بكيس في حاجة أو بيحطه حاجة في جيبهم.. بس خلاص أنا كدة عرفت، دول بتوع مخدرات واللي مستنين دول هم الزبائن.
ودة كان سيناريو منطقي جداً للي أنا شيفاه. وإتكرر الموضوع ده كذا مرة بس كانوا البنتين مش كل مرة بيجوا بنفس العربية.
وكل مرة أتأكد أكتر من الموضوع، و خاصةً أما مرة واحدة من البنتين شافتني و أنا فالشباك وجريت بالعربية.

حكيت لمحسن القصة لما رجع البيت  وإقتنع بنظريتي ، و قال لي بمنتهى العفوية : طب بلغتي البوليس؟

ابتسمت  إبتسامة استنكارية و أنا بقول في نفسي، هو أنا هبلة؟ أكيد هيعرفوا إن أنا إلي بلغت و يجوا ينتقموا مني أشر إنتقام زي في الأفلام  .. وساعتها افتكرت مقولة  جد صحبتي الله يرحمه: جبان الله يخيبه أحسن من شجاع الله يرحمه, وقررت تطبيق هذه المقولة حتى إشعارٌ أخر 




(فريدة فريد (أم فرفر

Tuesday 12 March 2013

رسالة رقم ١٧-- رق الحبيب

درجة الحرارة -١، شمس ساطعة، بس على رأي محسن هي عملة زي اللمبة في السماء..  مدية نور لكن مفيش أي دفء بس تأثرها المعنوي ملوش حدود.. في فرق شاسع بردو أما الواحد يبص من الشباك ويلاقي الدنيا منورة .. كل حاجة لونها مختلف، الزرع أخضر مزهزه بجميع درجاته و بيلمع من إنعكاس النور على أوراقه المغسولة من مطر امبارح المستمر.
والسماء لونها لبني صافي وفيها شوية سحب متقطعة وخفيفة ، مبينة من وراها اللون اللبني.. منظر السماء زي بالضبط اللي كنا بنرسمه واحنا أطفال في المدرسة في حصة الرسم, ما هما كانوا أربع مواضيع تقريباً بنرسمهم في الكام سنة اللي مدام نجوى كنت بتدرسلنا فيهم، وهما: كارت معايدة لعيد الام، الربيع، رأس السنة وفانوس رمضان

المهم، جيت الشغل ومارست روتيني الصباحي اليومي.. فطرت سندويش الجبنة اللي عملتو الصبح وأنا بتصفح الاخبار ورحت جبت شاي بلبن لتكملة المزاج. ولاقيت ويب سايت اسمه إذاعة أم كلثوم.. فيه ١٠٠ أغنية للست.
و أول أغنية اخترتها منغير أي تردد كانت "رق الحبيب" فهي المفضلة عندي, معرفش هل هي المفضلة عشان لحنها الجميل اللي بحسه كذا أغنية في بعض، فكل جملة تقريباً متلحنة لحنين، كفاية مقدمتها, ولا لكلامها المعبر جداً جداً، تحس أد إيه هي متشحتفة في حبها، وتخيلها للقاء حبيبها وخوفها انها تقول لاصحابها ويكون فيهم مظلوم في حبه ويحسدها.. الأغنية بتحكي قصة بمنتهى السلاسة والرقي ومليئة بالأحاسيس.
أو ممكن يكون سبب ارتباطي بها مع كل اللي فات دة هو إرتباط عاطفي.. فماما هي اللي علمتني الأغنية ديه وحبي لها كبر شوية شوية، كنا بنسمعها سوى في البيت ساعات واحنا مسافرين في الطريق و نتسابق في الغناء بالرغم إن كلانا موهبة الغناء عنده مش موجودة  غير في اعتقاده الشخصي بس, فأنا لم ببدأ أغاني، بسمع صوتي جميل ومش بنشذ خالص.. و واضح إن هي كمان, بس أنا مكنتش بسكت بقى.. وطول الأغنية كل أما تغني أنا أقولها لأ بتقولي غلط والنوتة غلط فيها نشاذ وأعد أعدل عليها ونضحك، فسماع الاغنية أصلاً متعة، لكن سمعها مع بعد له تأثير مضاعف.

لما بنكون مع بعد، بنكون بنسمع، بنغني و بنضحك و نقضي وقت لطيف وممتع مع بعض وكل واحد بيعمل حاجة.., يعني هي بتقرأ وأنا  بلعب على اللابتوب، هي تشتغل كروشيه وأنا بشتغل على اللابتوب.. كدة يعني..

أنا دلوقتي بكتب وبسمع الأغنية وفي ذهني صورة واحنا قاعدين فوق وفاتحين الستاير والشمس داخلة واحنا بنسمع الأغنية.. ماما لابسة النضارة، مسكة كروشيه في ايدها وبتهز رجلها و راسها وبتدندن بصوت واطي جداً عشان طبعاً خايفة تعلي صوتها...   ما هي مش هتخلص مني !


بسمع الاغنية دلوقتي لوحدي وفي المكتب، صوت أم كلثوم والشمس اللي دخلالي من الشباك كانوا كفاية انهم يرجعولي صورة وإحساس زمان.. فلا يمكن أسمع رق الحبيب منغير ما ابتسم وافتكر ماما.
 المرة دي أنا بسمع الأغنية لوحدي، بس وعد المرة الجية نسمعها سوا إن شاء الله ونفتح ستاير ونشرب القهوة وإنت مسكة الكروشيه.. بس الحقي إتمرني بقى كويس على اللحن.. لحسن مش هسيبك ! مش عوذة أسمع ولا نوتة غلط !

إلى لقاءٍ قريب

Saturday 2 March 2013

رسالة رقم ١٦-- شوربة الخضار

من أول الأسبوع وأنا مش بعرف أنام بالليل، نوم متقطع جداً ومش نايمة مرتاحة كدة, كرشي الجديد عامل لي مشاكل وكمان لخبطة في الشغل وعدم إستقرار, تعب وزهق وإحساس مستمر بالإرهاق خلاني وصلت امبارح القمة التوتر ومزاجي كان في الأرض.
نفسي أنام. نفسي أوضب البيت، نفسي أكل أرز و خضار ولحمة وسلطة، أكل بتاع زمان ده.. كفاية مكرونة، زهقت,و بعدين نفسي كمان اني أقضي الأمسية مرتاحة كدة ، حتى لو قاعدة مش بعمل حاجة وبتفرج على التليفزيون,بس أبقى بتفرج بجد مش مخي نايم وعيني بس إلي صاحية !ده مش أحلام خالص، دي حاجات بسيطة قوي.. بس للاسف أنا لسة ملخبطة ومش عارفة اعملها، على الاقل مش كل يوم  يعني, في أيام بيبقى عندي نشاط وممكن أروح من الشغل وأعمل وجبة ظريفة، وأوضب البيت، و ساعات بيبقى نشاطي أقل فمستوى الوجبة يقل، وساعة مش بيبقى فيه خالص.. ففي الحالة ده ...الديليفري هو الحل !
بس الفكرة إن الموضوع بيزيد والصحة في النازل، أعراض جديدة كل يوم... مع الحمل مش هتقدر تغمض عنيك!

صحيت امبارح علشان أروح الشغل، صاحية وأنا فعلاً حاسة اني منمتش,بقيت بعمل حاجات معملتهاش من أيام المدرسة.. زي اني أغمض عيني وأنا بلبس، قال يعني كدة نايم, و أنام ال مدة 3 ثواني في الحمام الصبح، و أول مدخل الاوتوبيس أسند راسي على الشباك وأنام.
ميزاني نومي على رأي مامتي.. فمع تراكم عدم النوم كان مزاجي سيئ جداً وروحي المعنوية في الأرض, و زي ما ديماً بقول لمحسن.. غديني تلاقيني، أو عشيني تلاقيني، أو أكلني أي حاجة تلاقيني..و أنا نفسي في الوجبة السخنة ده من فترة، فنقص نوم و قلة أكل مع بعض عملوا قفلة ونزود عليهم شوية مشاكل في الشغل فخلاص بقى كنت بعد الساعات عشان أروح البيت وأنام..

المهم، أخيراً وبعد طول إنتظار، جاءت الساعة المنتظرة.. ٥٫١٥، ورحت بسرعة أقف في الطابور
بتاع الاوتوبيس، وركبت ووصلت.. و أنا نازلة لقيت جوايا شوية طاقة يوصلوني للسوبر ماركت اللي وراء البيت وقررت احقق حلم من أحلامي المذكورين فوق.. رحت جبت شوربة خضار، وأرز من اللي بيتحط في الميكرويف (يجهز في 3 دقائق) "ا كمان من غير مواعين " وصدور فراخ متبلة وجاهزة تتحط في الفرن ٢٢ دقيقة وبالهنا والشفا.
بدأت طاقتي تخلص و أنا في السوبر ماركت وبدأ ضهري يوجعني..حسبت بسرعة على الطلبات ومشيت.. ما أنا أصلي بقت نينا
المهم وأنا ماشية كنت تعبانة قوي وقررت أطبق نظرية النوم في أي مكان.. فكنت ماشية شبه نائمة، والشارع كان نوره ضعيف قوي فكان مساعدني... ماشية، ماشية، ماشية، وطول ما أنا ماشية كنت شايفة خيالي في السور اللي جنبي.. وعارفة ومقتنعة إنه خيالي
لكن يظهر أثناء نومي و أنا ماشية بدأت احدف شمال ناحية السور.. ففجأة خيالي قرب مني قوي وأنا أصلاً نايمة فإتخضيت جداً جداً، وبعدت وبصيت ورايا بسرعة.. تخيلت إن حد جي من ورايا وبيجري ...لا حول ولا قوة إلا بالله.. خلاص لا صحة ولا عقل ؟ الحمدلله إن ما كنش في حد في الشارع معايا كانوا قالوا يا مجنونة يا ركبها بسم الله الرحمن الرحيم.
 الظريف في الموضوع إن بالرغم اني نايمة بس العزيمه والارادة لطبخ شوربة الخضار ما ماتوش لسة مصحصحٍين وكمان أنا وعدت معدتي بالشوربة ولازم أوفي بوعدي.
أخيراً وصلت، وبدأت في عمل وجبتي السريعة، أخدت بالضبط ٢٢ دقيقة و ٢ دقيقة عشان تبرد، وحلة واحدة بس كمواعين.. إنجاز برضه.

أكلت وشبعت واتبسط جداً، ومزاجي إتعدل بنسبة ٤٠٪ كله أكيد من شوربة الخضار، وتحسن المزاج يعني شحنة في بطاريتي وجتلي شوية طاقة وقمت وضبط البيت سريعاً كدة.. أخيراً ! وبالحركة دي لقيت مزاجي تحسن و وصل ل-٧٠٪. حلو قوي، قمت عملت شاي وقعدت قدام التليفزيون عملة نفسي صاحية ودخلت السرير الساعة ١١ بالضبط. 
طبعاً بما إن محسن مسافر، ففي بعض الطقوس للنوم، منها إن النوم لازم يبقى منور في البيت كله.. عشان لو الحرامي قرر يجي يعرف إن البيت فيه ناس وميحاولش يقرب ! المشكلة الوحيدة هي اني مش بعرف أنام في النور، فقررت اني أفتح أنوار البيت واقفل الباب عليا.. وبكدة أعرف أنام منغير ما النور يدايقني ولو الحرامي جه يبقى يسرق بقيت البيت ويسبني نايمة في سلام.

قرأت في كتابي ٥ دقائق بضبط ونمت.. والمفاجأة الكبرى اني صحيت على صوت المنبه في معاد الشغل, يا سلام، ده النوم لذيذ والله، نمت ليلة منغير مصحي ؟ ياما إنت كريم يا رب !! يمكن تراكم قلة النوم على الإرهاق نيموني يومها.. معرفش.. المهم صحيت منغير متلكع وقمت بدري ربع ساعة، ونشيطة ومنمتش و أنا بلبس ولا وأنا في الحمام, 

وضبط الأوضة والسرير وفتحت الشبابيك والستاير وعملت توست و فطرت وأنا بتصفح جريدة الشروق، على الايباد.. يا سلام.. مفيش أحلى من كدة ! جاء معاد الاوتوبيس  ورحت على الشغل نشيطة ولقيتني نفسي أسمع مزيكا حلوة و أنا بشرب الشاي باللبن على المكتب والشمس دخلالي من الشباك.. شغلت الكونشرتو رقم ٣ بتاع رحمانينوف.. دة بقى كان الكريزة اللي على التورتة.. محسن يعتبر عمل حسنة جارية في حياته إنه عرفني على الكونشرتو ده..

خلص اليوم،جت الساعة ٥.١٥ ركبت الاوتوبيس و لقيتني عاوزة أنام، ضهري وجعني ونفسي في شوربة خضار

Tuesday 19 February 2013

رسالة رقم ١٥- الأسماء

قررت أدي فرصة للويب سيتس على الانترنت يمكن يدولي فكرة و ألاقي مكتوب قدامي إسم يخطف قلبي وأقول "هو دة..هو دة الإسم إلي هختاره لابني"
ولكن باءت الفكرة بالفشل الذريع، بالرغم اني اديت للموضوع كذا فرصة وجربت كذا وب سايت ,لكن النتيجة كانت اني قررت اقفل هذه الصفحة نهائياً ولايمكن أبص تاني فيهم أبداً.دي أسامي لايمكن حد يسميهم فالعالم , بس الجانب المشرق انها خلتني اقتنع إن أي إسم نختاره هيبقى حلو وجميل،طالما إسم طبيعي ومعناه طبيعي, لأن طلع في كوارث في عالم الأسامي ده. وإدتني الصبر والقناعة إن نستنى أما البيبي يجي بالسلامة نبقى نقررله إسم إنشاء الله. أصل مش هنغلب !

النهاردة أنا وأرواح مرات إبن خالي كنا بندردش على الانترنت، وطرح موضوع الاسامي,فقررت مشكورة تساعدني وتبعتلي ويب سايت لعين مليء بأجمل أسماء الأولاد لعام ٢٠١٣... كان السبب الأكبر طبعاً مكنش عشان ألاقي أفكار  نميسة.. ولكن عشان أسلي نفسي وأرفه عن نفسي شوية في وسط يوم العمل.. أهو كسر للروتين.. متشكرين يا أرواح.
المهم، بدأت اقرأ في الاسماء المكتوبة.. و بجد مش عارفة الناس ده بتجيب الكلام ده منين? هل فعلاً في ناس بتسمي الأسامي ديه ؟؟
:على سبيل المثال

  • بندر: كلمة هندية أعجمية بمعنى قرد
  • جروان: إبن الاسد أو الكلب
  • قتيبة: معناها الأمعاء
  • طارق: كوكب الصباح القادم ليلاً
 أسماء ومعاني تتحدث عن نفسها، الاسم الوحيد الطبيعي هو طارق،بس بالنسبة للمعنى ؟ هو أكيد له عمق فلسفي شديد، بس أنا مش قادرة استوعبه. أما بالنسبة اني أسمي ابني "أمعاء، أو إبن كلب. أو قرد" فده أكيد مش طبيعي..
يكبر ابني ويسألني "ليه سمتيني قتيبة يا ماما ؟" ساعتها هرد وأقوله:"عشان مصارين البطن بتتخانق وتتصالح وأنا عوذة أخلاقك من أخلاق الأمعاء.تبقى سمح كدة ذيهم.
في اسمين بردو شدو انتباهي الحقيقة وهما: يعفور وسموح بس الحقيقة محولتش أعرف معانيهم.. الإسم وحده يكفيني  
إنبهاراً.

أفلت الويب سايت وأنا كلي قناعةً إن قراري بمقاطعة هذه الوب سيتس من أصح القرارات إلي أخذتها في حياتي,وإن أنا شاكرة الأهلي جداً على حسن اختيارهم لإسمي.. يمكن عدم وجود انترنت في حياتكم كان له أثر إيجابي على حياة جيل بحاله.


ملحوظة: ترددت كثيراً و أنا بختار إسم أرواح.. فبالتالي فتحت سايت أحدث الأسماء للبنات 
٢٠١٣,وكان الحقيقة الموضوع صعب، واعدت مترددة مابين أكثر من إسم لحد أما لقيت إن أرواح أحسنهم إسماً ومعنى.
فارواح  تعني النسيم العليل.
الاربع اختيارات التانيين كانو : "بوران" و هي الأرض الجرداء، "وسن" وهو النعاس وثقل النوم "ميسم" وهو العضو المؤنث في .الزهرة !!! وأخيراً "إغراء".. والإسم شارح نفسه




Friday 18 January 2013

رسالة ١٤ --رسالة إلى مديرتي

,عزيزتي مرتديلا

,مرت على علاقتنا 3 شهور فيهم أيام ضغط وأيام فضية وأيام ظريفة وأيام بيمر فيها الوقت كالسلحفاه ولكن النهاردة يعتبر من الأيام اللي بجد مش مستحملاكي فيها.
بدأتي اليوم بتكشيرة جنان، وأول أما فتحتي الكمبيوتر اديتي نفخة تمام
حاجة غريبة قوي... إنت متوترة.. طب أنا مالي ؟ مزاجك وحش.. متخنقة مع جوزك.. برضه مالي ؟
حتى لو إنت من النوع إلي بياخد كل حاجة على أعصابه.. أيوا برضه أنا مالي ؟ ليه مضطرة أسمع نفخ وترذيع في الحاجة وبوز شبرين طول اليوم ؟؟ وأهم حاجة وقت التوتر هي السبورة.. تجيبي القلم وتقعدي تشرحي حاجات عجيبة..
 وكله كوم وأما الثقافة الإنجليزية تنزل عليكي كوم تاني وتقعدي تشتمي شتايم باللغة الإنجليزي   لازم ينزل عليها مقص .سيادة الرقيب
متشتغلي في حالك و تسيبيني اشتغل في حالي ولو حصل مصيبة اعملي إلي بتعملي ده صدقيني البني آدم بيعيش مرة وحدة ومش مستهلة كل التوتر العصبي دة

ده إيه ده..في ناس عندها قدرة غريبة على التشاؤم وبيشعوا سلبية وتعملدراما ودربكة كدة عل فاضي والمليان.. بقالي 3 شهور مستحملة هذا البوز وعملة نفسي هادية و بهدي أعصابك.. بس على رأي الست.. انما للصبر حدود وأنا زهقت منك !
ممكن تطلعي هذه السلبية والعصبية على أهلك و قرايبك وأصحابك، انما أنا للاسف خلاص مش حمل الحاجات ديه.. وروحي بقت في مناخيري منك يا شيخة.

اه.. ويا رت تبطلي تقوليلي أعمل إيه وازاي.. طالما إنت شاطرة كدة  و عارفة كل حاجة يبقى إعمليها لوحدك.
وأحب أقولك إن الناس كلها زهقانة منك ومن زنك ومن النظام البيروقراطي إلي إنت فيه، وحبك الغريب للقواعد وعشقك لكتابة وتوثيق كل شئ، حتى لو حاجة بديهية بالمخ كدة تتعمل مش محتاجة نكتبلها قصيدة.
أنا عمري ماشفت حد بيقترح إن نكتب بلوج ندون فيه كل أحداث الشغل اليومية.. إنت أكيد فاضية

و على رأي مديري أستاذ وسيم، أنا هسجلك صوتي و أنا بقولك "لا تقلقي" , دور المهدئ الشخصي ده تعبلي أعصابي.. لأن تقريباً مفيش أمل في شفائك.

أخر الكلام، أحب اطلب طلب أخير .. ياريت تخدي بكرة اجازة يا إما هخده أنا



مع تحياتي،

الموظفة المخلصة : فريدة فريد 

Friday 4 January 2013

رسالة ١٣-- دنيا

صحيت النهاردة الساعة 7.20 صباحاً عرفة إن دة شئ طبيعي وعادي لمعظم الناس.. بس بالنسبة لي رجعت على الأقل 14 سنة للوراء، أيام المدرسة أما كنت بصحى في الظلام وأسمع العصافير وهي بتزأزأو أبقى مش هاين علي أسيب السرير في البرد ده.. الدنيا ضلمة.. أقوم ليه ؟
صحيت ولبست وأخدت تفاحتي ورحت أتمشى للاوتوبيس , طبعاً ومحسن كان قاعد يسربعني عشان أنا متأخرة وصلت في معادي بالظبط، بدري أقل من دقيقة، وقلت في بالي والله معك حق يا محسن ! كان هيفوتني الاوتوبيس.

لقيت الناس واقفة طابور طويييل عشان أما الاوتوبيس يجي يدخلو بالدور ! طبعاً أيام المدرسة كنا بنبقة كبشة بنات واقفة، وبنطلع كدة الاوتوبيس, وعند الباب بقى نتصرف ! وساعات وحنا مروحين كنا بنتخانق مين يدخل الأول .... دنيا!!

المهم، طلعت في دوري الاوتوبيس ولقيتني بقول للسواق "جود مورننج" تلقائياً.. ركزت لمدة ثانية كدة وقلت في بالي إيه ده
 أيام المدرسة كانت صباح الخير.... جود مورننج ممم ... دنيا !!

اخترت كرسي جمب الشباك وقعدت اتفرج على الناس إلي في الشارع, مش عرفة ليه حسيت بالنشاط أما شفتهم و حسيت إن طبيعي اني أبقى في شارع دلوقتي مش فالسرير...قعدت أفكر كم واحد صحي زي في الضلمة وكم واحد لسة صحي ولبس بسرعة.. ومين نزل رايح شغله ومن رايح مشوار...
قعدت أسلي نفسي شوية كدة لحد أما ركزت إن السواق فاتح الراديو...
لقيته فاتح "بي بي سي  راديو كامبردج" فين برنامج الصباح واغنية يا صباح الخير يلي معنا ؟؟

ابتسمت جوية وأنا لسة ماسكة التفاحة وقلت : دنيا !