الاجواء متوترة, و كله في حالة من الترقب, فغداً اعلان نتيجة الأنتخابات الرئاسية, و للاسف متابعة التلفزيون المصري و القنوات الاخبارية اليومين دول ترفع الضغط و تزيد حالة التوتر و الخوف لأصحاب القلوب الضعيفة امثالي, فأنا بلا فخر حتي لو حاولت في بعض الاحيان ان اهرب من البرامج الاخبارية ممكن كلام بسيط زي اللي بيكتبوه لتسلية المواطنين اثناء مشاهدتهم المسلسل التركي فاطمة يزيد ضربات قلبي و ده شيْ لا ارادي حاولت كتيرلأزالته بس لسة منجحتش و المحاولات مستمرة.
,ودعت مُحسن و تابعته بعيني حتي دخل من البوابة و بدأت سكة العودة للبيت.
فتحنا التلفزيون و جت فاطمة و بدأت الاخبار تجري من تحت: "الصحة: تجهيز ١٨١٥ سيارة اسعاف استعداداً لغداً" او مثلاً "الصحة: رفعنا الاستعدادات بغرف العمليات بخميع المستشفيات استعداداً لتلقي حالات الأصابات غداً بعد اعلان النتيجة" " مئات اللألاف من مؤيدي شفيق يتوافدون عند المنصة لتأييد شفيق و سيعتصمون حتي اعلان النتيجة غداً " و حاجات من النوعية ديه كتير اللي تخليني اقول ربنا يستر و احس ان في كارثة بكرة, و اللي زود توتري ان محسن هيرجع بكرة انجلترا عشان عنده شُغل و قلقت ان ميلحقش الطيارة و السكك تتقفل و المعتصمين اللي في التحرير يقرروا هم و المعتصمين اللي عند المنصة يضربوا بعض مثلاً او اي حاجة, فمؤخراً ممكن تحصل عادي ,حاولت جاهدة اني اعمل نفسي رامبو قُدام نفسي و قُدام محسن, بس طبعاً طرد ال١٠٠٠ فكرة السوداء اللي بتدور في دماغي كان اقوي مني في هذه اللحظة و طبعاً مُحسن كان قافشني. اقترحت طنط نادية والدة مُحسن انه يروح المطار من ١٠ الصبح بالرغم ان معاد الطيارة الساعة الخامسة ظُهراً,و طبعاً جتلي الفرصة علي صينية من ذهب و بدأت في تأييدي للفكرة بقوة. المُهم قررت ان نخلينا في النهاردة و بُكرة بعد النتيجة هنشوف و كدة كدة هبقي في البيت مُعززة مُكرمة و محسن ان شاء الله يكون في المطار في امان برضو. استريحت للفكرة دي و قررت اني اكمل بها الساعات القليلة اللي فاضلة في اليوم لحد اما نمت بلا خوف ولا توتر.
جاء اليوم المُنتظر من زمان, و بغض النظر ان المُرشحان مش قادرة اتخيل حد فيهم رئيس للبلد الا ان ده لا يُقلل اي شيْ من اهمية اليوم, في الاخر الاثنين اللي مش عاجبني دول هم اللي الاغلبية اختارتهم و حد فيهم هيبقي رئيس و ده امر واقع.
صحينا بدري انا و محسن لبدء رحلة اليوم و انجاز المهمة و هي ان محسن يوصل المطار و انا اوصل البيت قبل اعلان النتيجة تحسُباً لاي شغب بعد اعلان النتيجة وفقاً لنصيحة تلفزيونا العزيز. حققنا الهدف الاول و مُحسن وصل المطار الساعة ٢ و ده بعد اما ضيعنا شوية وقت حلوين في كافيه جنب المطار لوصولنا في وقت قصير, فالسكة كانت فاضية و لكن لا تخلوا من شوية تشويق و اثارة, كان في كام دبابة كدة في السكة لزوم "السسبنس" !
,ودعت مُحسن و تابعته بعيني حتي دخل من البوابة و بدأت سكة العودة للبيت.
قدامي ساعة قبل اعلان النتيجة و ده وقت كافي جداً للوصول, و لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن, طلعت من المطار و مفيش ٢ كيلو و لقيت الدنيا وقفة تماماً, افتكرت ان دي مُجرد زحمة عادية بسبب خروج كل الموظفين و لكن بعد شوية قررت اشوف في "بيقولك" و اعرف الزحمة لحد فين.. و لكن المفاجأة الكبري ان في حادثة كبيرة و الطريق مقفول تماماً.
لم اتخيل ان قاعدتي في العربية هتطول اكثر من ساعة و لكن القاعدة طولت طولت طولت و بدأ المؤتمر الصحفي لأعلان النتيجة, و كل الناس حولي في العربيات فاتحة الراديو و في الميكروبصات الناس ماسكة راديوهات و اللي مش عنده راديو خالص في السيارة كان بينزل يُقف في الشارع في عز الحر جنب سيارة اُخري بها راديو و فاتحة الشباك, حسيت ساعتها بأمية اللحظة و تحمست جداَ اكن مصر بتلاعب في فاينل كاس الامم و لكن للأسف عكّر عليّ صفو اللحظة الخطبة الطويلة و الكلام المُمل اللي طبعاً خلاني اسرح كتير لحد اما سمعت سيادة المستشار يبدأ اخيراً مُتشكراَ في اعلان النتيجة و اعلن فوز مُرسي.
و بدأت الزمامير في الانطلاق و بدأ التاس في الرقص علي العربيات احتفالاً بالنتيجة.
في لحظات كدة مُهم قوي تسجل في ذهنك انت كنت فين ساعتها.. زي كدة السؤال الشهير بتاع "كنت فين لحظة وقوع زلزال ١٩٩٢ ? " و انا من موقعي هذا اُسجل ان لحظة اعلان اول رئيس مُنتخب في مصر, كنت محشورة علي الطريق الدائري لمُدة ٤ ساعات بلعن سلسفيل ابوهم.