Friday 13 July 2012

رسالة ٥-الحظ

بتيجي ايام كده و الواحد يحس ان الحظ معانده, و تحصل حاجات عجيبة في اوقات اعجب و ورا بعض, يمكن لو علي اوقات متفرقة الواحد ميحسش.
الايام دي كانت عندي الاسبوع اللي فات, فبعد الوقفة الممتعة علي الطريق الدائري اثناء اعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية و روحت و قعدت في بيتنا في التكيف نسيت الوقفة و الزنقة و الحر اللي كُنت فيهم.
 و مرت الايام و جاء يوم السفر و العودة الي انجلترا و بيت الزوجية بعد اسبوعين قضيتهم مع ماما, و بغض النظر عن تضارب مشاعري و احاسيسي مع اقتراب معاد سفري الا اني خرجت من البيت في الصباح الباكر و ودعت ماما بحضن و ابتسامة يحملان الكثير من الكلام اللي محدش يفهموا غيرنا, عشرة عُمر بقي. و الحمد لله تمالكنا نفسنا و معيطناش برغم صعوبة اللحظة علي كل منا.

وصلت المطار في معاد مُناسب جداً, كان المطار زحمة , اكن الشعب كله مسافر, و جاء دوري لوزن الشنطة و الذي منه و بتلقائية ابتسمت للموظف و قولتله : صباح الخير , و الرد المُتوقع هو صباح النور, لكن لقيته رجع بظهره زي
ميكون اتخض و ابتسم قوي و قال لي : "اخيراً حد بيبتسم", واضح ان نسبة الناس المٌبتسمة قلت في مصر. خلصت و قعدت لحد معاد الطيارة و ركبت في معادي و وصلت مطار هيثرو في معادي مضبوط لو مش بدري كمان, حلو و جميل. كلمت مديحة اختي لحظة وصولي و اتفقنا نتقابل في كافيه في محطة القطار في لندن و نقعد ندردش سوا ساعة كدة و بعدين اخد القطار و انطلق علي بيتنا.

ديه كانت الخطة, و هنا بقي تيجي المفاجأة, ركبت المترو و المفروض ساعة و اصل لمحطة القطار, و لكن مشينا محطتين و اذ بي الاقي المترو توقف و تفضل السائق مشكوراًُ ابلاغنا ان في عُطل كبير في الخط اللي احنا في و اصبروا معانا شوية, و شوية صبر علي شوية تنقُل من خط للتاني علي شوية مشيّ و نزول سلالم و طلوع سلالم بال٣ شُنط اللي معايا, وصلت بسلام الي محطة القطار بعد ٣ ساعات و نص.
و انا مزنوقة علي الدائري في مصر كنت بسب و بلعن و قد ايه كُنت مدايقة و بقول ان لو دي بلد مٌتقدمة مكنش اكيد
هيحصل كدة, و زي ميكون ده رد الاهي ان ممكن الواحد يتحشر عادي جداً في البلاد المُتقدمة بردو.

قابلت مديحة و قعدنا نشرب القهوة و ندردش و نحكي لبعض الاخبار و كل اللي حصل في فترة غيابي.
خلصنا و كان فاضل تقريباً نصف ساعة علي قطاري, انتظرت القطار و روحت اخيراً البيت و نمت قالقتيلة.
محسن في رحلة عمل, و اتفقنا ان اروحلوا لقضاء عُطلة نهاية الاسبوع سوياً, و ضبت شنطتي الصغيرة و واستعديت و وصلت للمطار و بدأت ضربات قلبي تزيد, ان شاْ الله كام ساعة و نتقابل انا و محسن, فالرحلة بالطائرة ساعة و شوية. ركبت الطيارة, و اخذت كتابي عشان اتسلي في السكة, و لكن شوية و لقيت الكابتن بيقول ان في عُطل بسيط و المهندسون في الطريق لأصلاحه, مر الوقت بطيئاً بس مكنتش عاوزاهم يستعجلوا, افَضَل طبعاً ان يخدوا وقتهم في اصلاح الطائرة بدل ما تطير و هي بايظة.

و جالي شوية هواجس طبعاً ان هتفضل بايزة و مش هيخدوا بلهم و كدة و الطيارة هتقع و كلمت مُحسن احكيلوا, و طمني و قال لي " دول انجليز, لو في شك ١٪ هيغيروا الطائرة"
بعد ساعة تقريباً سمعنا صوت الكابتن من جديد بيقول ان العُطل اتصلح خلاص نحن في انتظار ان المطار يحدد له متي يمكننا الاقلاع.

شوية, و صوت الكابتن سُمع من جديد, و قال انه في خبر غير سار, ال"سيستم" في المانيا مٌعطل و لا يمكن الان ان تطير اي طيارة من فوق المانيا لعدم وجود ارسال هناك.
ايييييييه ؟ ال"سيستم" وقع ؟ طب هيقوم امتي ؟ ايه يا ربي ده. افهم ان الواحد ممكن يتحشر و يتزنق و يتأخر عادي.. لكن في خلال ١٠ ايام يتحشر في ٣ وسائل مواصلات مُختلفة , و كل مرة مش اقل من ٣ ساعات.
بدأت اشك اني نحس !
طب مش لازم يعني يعدي فوق المانيالو عاملة مٌشكلة, يلف من اي حتة !يعني لازم فوق المانيا يعني ؟ بدأت احل المُشكلة للكابتن فب دماغي.

و بعد ٣ ساعات صوت الكابتن طلع من الميكروفون و قال ان المشكلة اتحلت و الطائرة سوف تقلع في خلال نصف ساعة, قال كدة من هنا و جميع الركاب بدأوا في التصفيق و التهليل.
 ولكن كٌل تأخيرة و فيها خيرة زى ما بيقولوا, صحيح وصلت المطار متأخر ٤ ساعات بس الجانب المُشرق ان ده كان وقت وصول مٌحسن من العمل و بكدة وصلنا الفندق سوياً, الحمد لله, كان ممكن يكون في ٣ ساعات تانية تايهة ولا حاجة,

قررت انسي اللي فات و اني مش نحس ولا حاجة.  مفيش حاجة اسمها كدة و دي خُرافات و خٌزعبلات.
وصلنا الفندق و استقبلنا الموظف و ابتسم و اداني المٌفتاح و قال لي: "اتفضلوا المفتاح, غُرفتكم رقم ١٣" !

************************************النهاية****************************************