Friday 7 September 2012

رسالة ١٢

هو يوم من الأيام اياها اللي الواحد بيحس انه في عالم تاني أو طاير و مش ماسي علي الأرض, و طبعاً الأيام دي مش دايماً بتبدأ من هنا.
النهاردة صحيت بدري كالعادة و قررت اني افطر فطار صحي قليل الدسم, لعله يُساهم في رشاقتي, و بعد أما اكلت طبق الشوفان باللبن بتاعي, طبعاً حسيت اني بقيت رفيعة و خسيت يجي ٣ كيلو كدة.. و دي اهم حاجة.. الحالة النفسية و طالما انا حاسة اني خسيت, يبقي خسيت !

المٌهم, كُنت متفقة مع صديقتي سميرة للقاء ظٌهراً, و اتكلمنا و اتفقنا علي المكان و عدت عليّا لنذهب سوياً.
الجو بديع, هو فعلاً بديع, مش حلو بس, شمس و حر كمان, بس مش حر يُخنق, , في نسمة كدة تحسس الواحد ان الهوا ده نظيف, قررنا نحتسي القهوة في مكان مُطل علي النهر علي طول, قاعدته حلوة فعلاً, و بعد وصولنا أكتشفنا ان في فرح في المكان, و طول مُدة قعدتي هناك و أنا مستنيا أشوف العروسة.. و طبعأً أنا قررت مين العريس و مين والده و مين والدته, فكان العريس و والده يلبسون الزي الأسكتلندي التقليدي, هذه الجوب المُربعات الشهيرة و يتوسطها حلقة معدنية كبيرة, و والد العريس كان حاطط وشاح طويل علي كتفه, بقيت الطقم الأسكتلندي يظهر.
أما بالنسبة لوالدة العريس, فكانت لابسة فستان قصير أبيض في أسود و لابسة قُبعة بنفسجية اللون., كُنت اُراقبهم و هم بيتصوروا مع بعض و مستنية العروسة تطلع, بارضوا مش بتطلع!
أضطرينا نمشي لأن سميرة كان عندها ميعاد مُهم, لكن ادينا لنفسنا فُرصة اخيرة أن نشوف العروسة و لفينا الفندق كله, بس لا أثر للعروسة... يمكن هربت ؟ مش مهم كفاية شٌفنا العريس و أهله.

سلمت علي سميرة و كملت مشواري سيراً علي الأقدام, فمحسن كلمني و طلب مني مشوار صغير, بدأت اتمشي مُتجهة لوسط المدينة و أنا بتأمل الجو, الدُنيا كانت زحمة جداً, ناس قاعدة و ناس ماشية, شباب و كبار السن, مجموعات كبيرة و ناس لوحدها, المهم أن كٌل واحد في حاله.
محدش بيبص علي حد و لا له دعوة بحد, اعتقد اني أنا الوحيدة اللي كُنت بتفرج و بعلق جوة نفسي, يعني مثلاً كانت واحدة بنت عادية جداً لا هي مجنونة و لا حاجة, ماشية في الشارع عملا شاعرها لونه بمبة مسخسخ و لابسة ودان أرنب فوق راسها, أما بالنسبة للبسها كان طبيعي ما عدا أنه كان قميص مشجر علي بنطلون مخطط و كل منه له اتجاهه في الألوان, عادي دي مسألة اذواق, و طلعت نيللي مرحتش بخيالها لبعيد أما قالت "لابسة بلوزة منقطة علي جونلة مخططة"
واحد تاني ماشي في حاله علي دراجته, بيغني بصوت عالي جداً جداً و صوته وحش جداً جداً و عادي برضوا, تقريباً أنا الوحيدة اللي لفتوا نظري, و في طبعاً امثلة كثيرة.

و أنا في حالة من السعادة البالغة لقيتني بسرح, لو الناس دول في مصر كان حد سبهم في حالهم ؟ ليه بنحُط نفسنا وصيين علي بعض؟ نحب ننصح قوي و نتكلم .. و محدش بيبص علي نفسه.. أنا النهاردة كنت ماشية في الشارع.. مش بعمل أي حاجة مُميزة.. بس سعيدة باستمتاعي بالجو و الطبيعة و الخُضرة.. في مصر عندنا جو حلو, بس عندنا معاه عادم سيارات, و مُتسولين, و مُعكسات و تحرُشات, و لو محدش علّق بالكلام يبقي في 100 عين علي الواحد, لابس ايه و ماسك و شاري ايه و كٌل حاجة.
امتي هينفع نستمتع ببلادنا, و بحقوقنا الطبيعية,, مش عاوزين حاجة زيادة.. النهاردة كُنت قاعدة في الحديقة العامة.. مش في نادي بألاف الجُنيهات.
امتي هنتخلص من القيود الأجتماعية اللي عندنا, و مش بتكلم علي العادات و التقاليد اللي في تُميزنا, بس بتكلم علي كُل المشاكل الناتجة عن القهر و الظُلم اللي في مُجتمعنا..

كان و مازال يوم جميل, محصلش في اي أحداث مُميزة تخليني أحس بكدة, بس اقدر الخص الموضوع أن القهوة الحلوة و الصُحبة الحلوة و الجو الجميل يبدي دفعة للأمام فأنا النهاردة كُنت ماشية و حسة اني طايرة, و كنت حسة اني جميلة و  , معنوياتي مُرتفعة.
كُنت في أشد الحاجة لهذه الدفعة المعنوية اللي جتلي من حيث لا أعلم.