Thursday 6 April 2017

رسالة رقم ١٩ - شنطة سفر



"هل في أي شخص هنا بيتكلم اللغة العربية ومستعد يساعدني ؟ محتاجة حد يعمل مكالمة لقسم المفقودات في مطار القاهرة!"

طبعاً أنا أول ماشفت الايميل ده حسيت إنه موجه ليا ، عربي ومطار القاهرة ، أنا اللي خلقت لهذه المهمة.

رديت على "لورا" اللي باعتة الايميل ده في خلال ٣ دقائق وقلتلها بمنتهى الثقة والفخر "أنامصرية و هساعدك !"
المهم اتكلمنا شفت هي فين ورحتلها أشوف عاوزة إيه من مطار القاهرة الدولي, وأنا الفكرة إلي مقتنعة بها و أنا رايحة لها إن شنطتها ضاعت، بمعنى إن سافرت بها من مصر وموصلتش بها لندن. عادي، بتحصل، سوء حظ و بتحصل في أكبر المطارات وأكبر شركات الطيران.


لورا: خليني احكيلك القصة الاول، أنا رحت مع جوزي مصر في فبراير، زورنا القاهرة والاقصر.
أنا و كلي تحمس و الابتسامة من هنا لهنا: جميل ، و إتبسطي؟

لورا: أيوة كانت جميلة والجو جميل، بس و احنا راجعين لندن من القاهرة، كنا في منطقة التفتيش اللي في البداية خالص
في المطار، وكانت زحمة وكنا مشغولين بنلبس الجزم والحزام وبنلم حاجتنا. بنبص علشان نجيب الشنط ، مش موجودين في أي حتة, لا شنطتي ولا شنطة جوزي.

المهم راحوا للامن وخلاهم يبصوا على الشاشات اللي إتسجل على كاميرات المراقبة و شافوا إن في مسافر أخد معاه الشنطتين بالغلط وساب شنطته.

شرطة السياحة وأمن المطار قالتلي كانوا متعاونين وكتبلها محضر وكانو خلاص إتأخروا على الطيارة ولازم يمشوا.
فالسيد الفاضل قال لها خلاص إتفضلوا انتم سافروا بالسلامة وأما يخلص هنبعتهلكم أو لو إحتجتوا حاجة اتكلموا اسألوا على تقرير رقم 3 بتاريخ النهاردة !
اسمك إيه ؟ جون يا فندم جون . عندك كارت فيه نمرتك؟
بصه إزبهلال شديدة من جون ويرد بعدها "لا يا فندم ، إتصلي بالمطار واسألي على جون"

أنا وبدأت انكمش في نفسي وأعمل نفسي لبنانية : ... امم .. طيب امم .. كلمتيهم ؟
لورا: أيوة، كلمت كل نمر المطار الموجودة على الانترنت بس مفيش حد بيتكلم إنجليزي ولو فيه مش بيقدروا يكملوا للاخر ، لغتهم مش مساعدهم.
بصي احنا خلاص معندناش أمل إن الشنط ترجع بس احنا عندنا تأمين سفر وممكن يدفعلنة تعويض بس لازم نثبت إن الشنط إتسرقوا. أنا بس عوزه صورة من المحضر!!

 حسيت اني نفسي أساعدها أكتر من الأول, مش  عشان صعبانة عليا, ولا عشان أنا طيبة و كدة و بحب مساعدة الاخرين, بس عشان احفظ ماء وجهنا شوية.
أخدت بياناتها و رحت مكتبي في مهمتي لانقاذ صورة الوطن.

قعدت أدور شوية على نمر المطار, ما بين هذا الرقم غير متاح و جرس و محدش بيرد, أخيراً ردت عليا نمرة بعد عدد لا بئس به من الرنات.

صوت نسائي عبر التليفون: الوووو
أنا: أيوة مساء الخير
صوت نسائي:أيوااااا
أنا:  حضرتك مش دة مطار إلقاهرة ولا النمرة غلط ? (أنا متأكدة إن حتقولي مطار إيه ده منزل يا حبيبتشي)
صوت نسائي: أيوااااا المطار.

أنا: طب عندي إستفسار, و اعدت أحكي قصة الست لورا
الموظفة: اه اه, ماشي, ثواني معايا

**فاصل موسيقي جميل**

ردت عليا موظفة وأنا معنديش أدنى فكرة هي من أي قسم.، عدت القصة من الاول و سمعتني للأخر و كانت بتحاول فعلاً تساعدني بس قالت لي مش هقدر أساعدك ده لازم أمن المطار أو شرطة السياحة , قلت لها امال حضرتك مين، قالتلي من شركة الطيران ومش مسؤليتنا طالما ضاعت قبل منستلمها منهم.

إدتني نمرة تانية وقالتلي كلميهم وهم يقدروا يساعدوكي.

كلمت النمرة, و رد علي صوت حزين, هو مش حزين لأ, هوة صوت فيه خمول و كسل رهيب, من "الو" بتاعته عرفت إنه مش هيساعدني ولا عنده النية أصلاً.

بدأت أحكيله القصة للمرة ال٧٠ بس هو مدنيش أي فرصة أكمل, حضرتك احنا هنا مش شركة السياحة, ملناش دعوة...
حضرتك المحضر اتعمل فأكيد ممكن يكون عند حضرتك، يهديك يرضيك ، مفيش فائدة.
طب حضرتك أكلم من ؟ ادني نمرة حد أكلمه ممكن يساعدني!
أخر ما زهق من زني إداني نمرة ، قاللي دي نمرة  صالة  الوصول ٣!!!!

جالي إحباط رهيب و بقيت مكسوفة و أنا بقفل السكة أقول للست إيه ؟

ومع إنتهاء هذه المكالمة كانت مهمتي لانقاذ الشنطة باءت بالفشل الذريع, ورجعت مكتبي اشرب فنجان قهوة اداري به كسفتي.