Friday 7 September 2012

رسالة ١٢

هو يوم من الأيام اياها اللي الواحد بيحس انه في عالم تاني أو طاير و مش ماسي علي الأرض, و طبعاً الأيام دي مش دايماً بتبدأ من هنا.
النهاردة صحيت بدري كالعادة و قررت اني افطر فطار صحي قليل الدسم, لعله يُساهم في رشاقتي, و بعد أما اكلت طبق الشوفان باللبن بتاعي, طبعاً حسيت اني بقيت رفيعة و خسيت يجي ٣ كيلو كدة.. و دي اهم حاجة.. الحالة النفسية و طالما انا حاسة اني خسيت, يبقي خسيت !

المٌهم, كُنت متفقة مع صديقتي سميرة للقاء ظٌهراً, و اتكلمنا و اتفقنا علي المكان و عدت عليّا لنذهب سوياً.
الجو بديع, هو فعلاً بديع, مش حلو بس, شمس و حر كمان, بس مش حر يُخنق, , في نسمة كدة تحسس الواحد ان الهوا ده نظيف, قررنا نحتسي القهوة في مكان مُطل علي النهر علي طول, قاعدته حلوة فعلاً, و بعد وصولنا أكتشفنا ان في فرح في المكان, و طول مُدة قعدتي هناك و أنا مستنيا أشوف العروسة.. و طبعأً أنا قررت مين العريس و مين والده و مين والدته, فكان العريس و والده يلبسون الزي الأسكتلندي التقليدي, هذه الجوب المُربعات الشهيرة و يتوسطها حلقة معدنية كبيرة, و والد العريس كان حاطط وشاح طويل علي كتفه, بقيت الطقم الأسكتلندي يظهر.
أما بالنسبة لوالدة العريس, فكانت لابسة فستان قصير أبيض في أسود و لابسة قُبعة بنفسجية اللون., كُنت اُراقبهم و هم بيتصوروا مع بعض و مستنية العروسة تطلع, بارضوا مش بتطلع!
أضطرينا نمشي لأن سميرة كان عندها ميعاد مُهم, لكن ادينا لنفسنا فُرصة اخيرة أن نشوف العروسة و لفينا الفندق كله, بس لا أثر للعروسة... يمكن هربت ؟ مش مهم كفاية شٌفنا العريس و أهله.

سلمت علي سميرة و كملت مشواري سيراً علي الأقدام, فمحسن كلمني و طلب مني مشوار صغير, بدأت اتمشي مُتجهة لوسط المدينة و أنا بتأمل الجو, الدُنيا كانت زحمة جداً, ناس قاعدة و ناس ماشية, شباب و كبار السن, مجموعات كبيرة و ناس لوحدها, المهم أن كٌل واحد في حاله.
محدش بيبص علي حد و لا له دعوة بحد, اعتقد اني أنا الوحيدة اللي كُنت بتفرج و بعلق جوة نفسي, يعني مثلاً كانت واحدة بنت عادية جداً لا هي مجنونة و لا حاجة, ماشية في الشارع عملا شاعرها لونه بمبة مسخسخ و لابسة ودان أرنب فوق راسها, أما بالنسبة للبسها كان طبيعي ما عدا أنه كان قميص مشجر علي بنطلون مخطط و كل منه له اتجاهه في الألوان, عادي دي مسألة اذواق, و طلعت نيللي مرحتش بخيالها لبعيد أما قالت "لابسة بلوزة منقطة علي جونلة مخططة"
واحد تاني ماشي في حاله علي دراجته, بيغني بصوت عالي جداً جداً و صوته وحش جداً جداً و عادي برضوا, تقريباً أنا الوحيدة اللي لفتوا نظري, و في طبعاً امثلة كثيرة.

و أنا في حالة من السعادة البالغة لقيتني بسرح, لو الناس دول في مصر كان حد سبهم في حالهم ؟ ليه بنحُط نفسنا وصيين علي بعض؟ نحب ننصح قوي و نتكلم .. و محدش بيبص علي نفسه.. أنا النهاردة كنت ماشية في الشارع.. مش بعمل أي حاجة مُميزة.. بس سعيدة باستمتاعي بالجو و الطبيعة و الخُضرة.. في مصر عندنا جو حلو, بس عندنا معاه عادم سيارات, و مُتسولين, و مُعكسات و تحرُشات, و لو محدش علّق بالكلام يبقي في 100 عين علي الواحد, لابس ايه و ماسك و شاري ايه و كٌل حاجة.
امتي هينفع نستمتع ببلادنا, و بحقوقنا الطبيعية,, مش عاوزين حاجة زيادة.. النهاردة كُنت قاعدة في الحديقة العامة.. مش في نادي بألاف الجُنيهات.
امتي هنتخلص من القيود الأجتماعية اللي عندنا, و مش بتكلم علي العادات و التقاليد اللي في تُميزنا, بس بتكلم علي كُل المشاكل الناتجة عن القهر و الظُلم اللي في مُجتمعنا..

كان و مازال يوم جميل, محصلش في اي أحداث مُميزة تخليني أحس بكدة, بس اقدر الخص الموضوع أن القهوة الحلوة و الصُحبة الحلوة و الجو الجميل يبدي دفعة للأمام فأنا النهاردة كُنت ماشية و حسة اني طايرة, و كنت حسة اني جميلة و  , معنوياتي مُرتفعة.
كُنت في أشد الحاجة لهذه الدفعة المعنوية اللي جتلي من حيث لا أعلم.

Friday 31 August 2012

رسالة ١١ـ يوم الجمعة

النهارده يوم الجٌمعة, و دايماً يوم الجُمعة في كٌل فترة من حياتي كان مُمَيز و دايماً بستنهاه.
اليوم و أنا بعمل القهوة الصباحية بتاعتي افتكرت وقت الطفولة و برنامج يوم الجُمعة الخاص بي أنا و بابا.
كان من وقت طويل, بس اللي فاكراه من البرنامج كان كالأتي: أنا و بابا نصحي من بدري, و نحضر الفطار, أنا مكُنتش بعمل حاجة, بس بتفرج عليه, فهو كان في أوقات كثيرة يحب الاختراع و بيحُط أي حاجة علي أي حاجة, بس في الاخر كُنا نأكله و أحنا مبسوطين بالرغم من عدم نجاح مُعظم هذه الأختراعات, و ينضم لنا ماما و مديحة للفطار و نادراً ما ينضم لنا أخويا أدهم لأنه بيبقي نايم في هذا الوقت من اليوم.

بعد الفطار يأتي موعد سينما الأطفال, و أقعد أتفرج عليه بمُنتهي السعادة و بابا ينزل يصلي و أنا أروح ألبس, بمُساعدة ماما طبعاً, خصوصاً ربط رُباط الجزمة اللي كان دائماً يُسبب لي مُشكلة كبيرة , لهذا كانت الجزم اللي بأبزيم حل مثالي لأمثالي.
بعد صلاة الجُمعة بابا يركب العربية و يزمرلي الزُمارة الشهيرة لأنزل.
و عادةً كُنت بكون جاهزة و مُستعدة و واقفة في الشباك ,استني أشوف الناس خارجة من الجامع و أشوف بابا داخل الجراج عشان يجيب العربية.

كان عندنا خطتين لقضاء الوقت سوياً, الأولي هي الذهاب للنادي و الثانية هي الذهاب للسينما لو فيها فيلم أطفال.
  و في غالب الأوقات بنروح النادي, ألعب في حديقة الأطفال و أكُل شيبسي و أشرب فانتا و أعود للمنزل.
طايرة من السعادة و نكمل اليوم كُلنا مع بعض و نكمل اليوم العائلي.
مع أني مش متأكدة الفترة ديه أستمرت قد ايه بس هي محفورة في ذاكرتي و أحساسي انها كانت فترة كبيرة, فترة سعيدة و مُفرحة في حياتي.

وحشني يوم الجمعة بتاع زمان, منذ بدأت العمل و كانت أجازتي يوم السبت و الاحد و أصبح يوم الجمعة يوم عادي, بستناه عشان بُكرة أجازة, و حتي بعد أما جيت هنا, بقي يوم عادي بستناه عشان مُحسن بُكرة أجازة.

معنديش حاجة تانية أقولها, دي الفكرة اللي جاتلي الصُبح و الحقيقة اللي خلاني أفتكر أكتر أني و أنا بعمل قهوتي رأيت رجل صيني أو ياباني أو من أي حتة في أسيا, ملامحه بتقول كدة,كبير السن و معاه طفل صغير شايله و بيكلمه و واقفين  و في الشمس مُبتسمين هو و الطفل في هدوء و سكينة, دي تاني مرة أشوفهم سوا, علاقة الطفل بالجد خلتني أسرح و أفتكر السعادة و السكينة اللي كنا بنلاقيها مع أهالينا و أحنا أطفال و لقيتني بفتكر مدي الطمأنينة التي كُنت أشعر بها أما كنت أخاف فيد ماما تطمئني, و عندما نسير أنا و بابا في الشارع, فكان يعطيني أصبع واحد فقط لأمسك فيه, و كان كافي جداً انه يديلي أحساس بالأمان و من هنا تذكرت الشارع اللي كُنا ساكنين فيه, و الجراج, البيت ثم برنامج يوم الجمعة بما أن النهاردة الجمعة.
 يا تري هل سيكون الطفل ده محظوظ زيي و يفتكر لحظاته ديه مع جده ؟

Wednesday 22 August 2012

رسالة ١٠- العنكبوت

فطرنا كعادتنا في رمضان أمام التلفزيون, مُحسن و مدحت أخوه و أنا, خلصنا الفطار و ذهبت لتوضيب المطبخ بعد حرب اعداد الفطار. يدوب خلصت المطبخ و لقيت الصمت الرهيب, مفيش غير صوت التلفزيون, فين محسن ؟ و فين مدحت ؟ مش متعودة علي البيت كدة.. لقيت محسن نايم علي الكنبة و كأنه مُغم عليه, نايم نوم عميق, و دورت علي مدحت لقيته نايم في حٌجرته. دخل نام في صمت.

قٌلت شوية و هيصحوا أكيد, من امتي يعني و هم بيناموا من بدري كدة, الساعة ١٠ يعني لسة بداية الفقرة المسائية من اليوم.
جلست علي كنبة بجانب محسن و قعدت اٌقلب قنوات التلفزيون و اتفرجت علي المسلسلات و هو ولا هنا, بقت الساعة ١٢ و ولا محسن صحي ولا مدحت ظهر و خرج من حُجرته, في لحظة بس كدة في النُص محسن لقيته بيقوللي و هو مغمض عينه " انت حطيتي في الأكل ايه؟" و مستناش الرد لأنه غالباً نام تاني مع نهاية سؤاله.

كان صابح عندي عزومة تاني يوم فقررت اسهل علي نفسي و أجهز شوية حاجات وميحصلش زي أول يوم رمضان, و فعلاً قٌمت و بدأت بالكركديه و كام صنف و خلصتهم , و أحب أؤكد ان كُل ده محسن و مدحت لسة نايمين.
خلاص خلصت و وضبت المطبخ و اخر حاجة بدخل الكاركاديه الثلاجة, لقيت وحش علي الارض, ايوة وحش, ده مش عنكبوت طبيعي, كان واقف و فاتح كل رجليه و حجمه اصغر من الكف  بشوية, تقريباً حجمه ٤ أصابع جنب بعض, ٤ أصابع بمقياس أصابعي الطويلة.
كان اسود اللون و مٌجرد النظر له كان يصيبني بالقشعريرة, أصل كله الا العناكب, قعدت افكر, أعما ايه ؟ أعمل ايه ؟ مبدهاش بقه أنا هصحي مٌحسن, ديه طواريْ.
"فريدة: "مٌحسن,مٌحسن
"مُحسن: "مممممممم
"فريدة: "في عنكبوت كبير قوي في المطبخ
"...مُحسن : "........... رٌشيه
أرشه ازاي ؟ مش هيموت و هيجري و أنا لا أملك الشجاعة لقتل هذا الكائن, فضلت وقفة شوية بجانبه, قٌلت يمكن أصعب عليه ولا حاجة.. بس مصعبتش.
لقيت العنكبوت واقف زي ما هو متحركش, قررت اني أجرب مُحاولة أخيرة اني أشوف مدحت, يمكن يكون صاحي جوة , بس للأسف لقيت النور مقفول.

لا مفر, مكتوبالك تموت علي ايدي, جبت الرش, و  أخذت كام ثانية كدة لأستجمع شجاعتي, و دخلت عليه و رشيت عليه مبيد الحشرات و طبعاً طلع يجري, و أنا كمان, بس كٌل منا راح في اتجاه.
رجعت أشوف راح فين عشان أخَلَص عليه لكن للأسف كان أختفي, فص ملح و داب .
قعدت أدور عليه, مفيش فايدة, بس اقنعت نفسي انه أخذ جُرعة كافية من المُبيد و ذهب ليموت في سلام في أي مكان بعيد عني.
صحيت مٌحسن لينام بالداخل, و هو تقريباً قلقه المٌبيد برائحته, لأني وجدته مغطي أنفه بملابسه, و مغمض  لسة عينه بردو.

حاولت أن أنهي اليوم و أنسي هذه الفقرة المُرعبة من اليوم و  دخلت السرير, و كل أما أغمض عيني, بشوف عنكبوت, بجد أنا بكرهم, و تذكرت موقف حصل منذ تقريباً ٨ سنوات. كٌنت أنا  و مديحة بالسيارة و مديحة هي اللي كانت سائقة و كُنا بنرغي كعادتنا و فجأة لقيت عنكبوت جنبي علي الزجاج, بس طبعاً كان رضيع مٌقارنةً بالذي قابلته في مطبخي, المٌهم أنا شٌفته من هنا و الثقافة نزلت عليا من هنا و لقيتني تقريباً علي حجر مديحة و بصرخ " سبايددددددددددددر " قعدت صوت كدة شوية و أنا مغمضة لحد أما فتحت عيني لقيته أختفي.
تعددت العناكب و رد الفعل واحداً.


Friday 17 August 2012

رسالة ٩- الحرملك

 أنا عارفة اني زودتها شوية في رمضان و حكاياتي عنه كترت حبتين, بس يمكن عشان رمضان السنة دي مٌختلف فعلاً و انا   جايز اكون مركزة زيادة في كل ما يحدث من حولي و اري انه يستحق التدوين.

تبدأ الحكاية ان صديق لمحسن في العمل عزمنا علي الفطار في منزله رداً علي عزومتنا لهم الاسبوع اللي فات.
هذا الصديق و زوجته من بلد عربي شقيق و كانت اول مرة اراهم عندما زارونا من كام يوم.
و جاء يوم العزومة و ذهبنا في معادنا, دخلنا انا و محسن و استقبلنا الصديق و لقيت محسن بيقول لي طيب روحي انت من هنا, و ديه اول حاجة تفاجئت بها, ان الستات في حتة و الرجال في حتة تانية خالص, مكنتش فهمة قوي في الاول مع انها مش اول مرة أحضر فطار فيه حرملك و سلملك ,و كانت اول مرة من حوالي ١٠ أيام في عزومة عند زميل اخر لمُحسن في العمل  باكيستاني الجنسية, بس ده لم يكن حرملك و سلملك بمعني الكلمة, بس كانوا الرجال علي ترابيزات و النساء علي ترابيزات اٌخري, بس اللي فكراه كويس اني كنت مخضوضة من العدد المهول من الجالية الباكيستانية, كلهم لابسين زيهم التقليدي المُميز بألوانه المٌبهجة,دخلت هذا الفطار معرفش حد و خرجت  بمعارف جديدة.

المٌهم, نرجع لعزومة اشقائنا العرب, و المرة دي كان كُل منا في مبني و يفصلنا حديقة صغيرة.كٌنا ٥ سيدات في الحرملك السيدة المٌضيفة, و امرأتان من الهند, امرأة انجليزية, و أخيراً انا.  كنت أعرف نصفَهُم, و استلطف  السيدة الهندية جداً, فهي لطيفة و مثقفة و تشبه في ملامحها العرب.
عندما دخلت كان أذان المغرب أذن, لقيت السيدة الانجليزية, و هي كانت أكبرنا سناً, يمكن تكون في  اخر عقدها الخامس او اول العقد السادس, اعطتني تمر و ماء لأكسر صيامي و علي وجهها ابتسامة منوراه.
هي كانت من جلست بجانبه و بدأت الحديث معها, و بدأت تسألني عن مصر و قالت لي انها زارت مصر ٤ مرات و كانت اخرها رمضان اللي فات, و كانت بتحكي قد ايه روح رمضان في مصر مٌختلفة و صلاة التراويح في المساجد و مٌتعتها, و انبهارها  بعدد الناس في صلاة الجماعة.

كانت الزيارة في أولها رسمي, و عشان أكون صريحة كنت مُنتظرة وقت المرواح بفارغ الصبر, كٌنت لسة مستغربة الوضع, و كٌنت عارفة ان الكل بيصلي التراويح فالزيارة مش هتطول, لكن اللي حصل غير اللي كان في خيالي خالص, فعندما اتصل بي محسن لنذهب للمنزل, لقيت الفتاة المٌضيفة "مسكة" فية, و فينا كُلنا, كُل من كان في الحرملك, و كُل من كان في السلملك ذهب للصلاة, و كانت الخطة ان هنقعد شوية و بعدين ستوصلني الصديقة الهندية في طريقها للمنزل.

ذهبوا الرجال للصلاة و انتقلنا نحن الي السلملك  لأنه كان أكبر و اوسع, كٌلنا ما عدا السيدة الانجليزية التي استأذنت و ذهبت لصلاة التراويح, و بدأت الزيارة من هُنا.
أصبحت اشبه بصالون ثقافي, كُل منا يتحدث عن بلده في كل الاتجاهات, الوضع السياسي فيها, الحياة الاجتماعية, اتكلمنا في شتا المواضيع, انا و الفتاة العربية نسأل عن بلدهم و هم يسألونا عن اِشياء في الوطن العربي, حاجات مُتفقين فيها و حاجات مُختلفين.
و طولت الزيارة أكثر مما تخيلت, و مر الوقت سريعأً و انتهي وقت صلاة التراويح و عدّا علي مٌحسن و روحنا.

في حاجة حصلتلي بعد هذه الزيارة, كان عندي مشاعر كثيرة متضاربة و مُتداخلة, في كلام حسسني بنعم لم أكن أشعر بها و كلام قلقني و نبهني و كلام بسطني انه قربني من ثقافات جديدة  و خلاني عندي فُضول أكبر لأكتشافها.
فكان غريب بالنسبة لي اني أحس ان اللغة العربية اللي أنا أجيدها بدون أي مجهود هي نعمة, و غيري بيبذل مجهود ليتعلمها حتي يقدر ان يقرأ القران و يفهمه, هم يقرئون المُصحف المُترجم و يتمنون ان يقرأوا القُران كما اٌنزل.
و اللي خلاني قلقانة و متخوفة هو حكاياتهم عن تجاربهم الشخصية, و انهم بعد مرور سنوات علي مجيئهم و استقرارهم هنا, ان صلتهم بأقرب الناس لهم بعضها ضعف و البعض الاخر تلاشي, بسبب البعد و ان مع مرور الوقت يصبح كل من الطرفين يجهل تفاصيل حياة الاخر, و يبدأ يبقي مفيش كلام مُشترك حتي يصبح الكلام مٌمل و يصبح الاتصال بينهم نادر جداً.
قلقت و تنبهت, الاتنين, قلقت لان لا أتمني أن ده يكون حالي أنا كمان, كمان كام سنة و تنبهت اني أركز أكثر و لا اتهاون في التواصل مع الناس  حتي لا نفقد الصلة و العلاقة.

قعدة الحرملك كانت مٌثمرة و استمتعت بها, عكس ما تصورت, جميل ان الواحد يقعد مع ناس مٌختلفة, بعقليات مٌختلفة و خلفيات مُختلفة و جنسيات مٌختلفة, بيخلينا نفكر أكثر, في اللي عندنا, اللي محتاجينوا يكون عندنا, و المُسلمات اللي في حياتنا, بيقوي اما يسمع تجارب غيره, بيدّي أمل و بيعلمنا من الأخطاء التي وقع فيها مَن سبقنا.









Sunday 12 August 2012

رسالة ٨- رمضان جديد

مر ٨ شهور علي قدومي بلاد الانجليز, و تضائل مع مرور الوقت شعوري بالغربة و اصبح في حجم البندقة, اصبح عندي ثقة اكبر و ارتياح اكثر للحياة الجديدة, بقي بيني وبينها اُلفة, عارفة الشوارع و الطُرق, حافظة اماكن المحلات عن ظهر قلب , حتي الطوابير و النظام و القوانين اتعودت عليها مع اني لازلت اري  انهم "محبكنها" شويتين, و بدأت تحصل مواقف تخليني احس اكثر بهذه الثقة, يعني علي سبيل المثال مرة كنت في محطة القطار واقفة في الطابور لشراء التذكرة من الماكينة و كان امامي فتاة انجليزية في عقدها الثالث و قعدت حوالي ٣ دقائق تجرب شراء التذكرة, لحد اما لقتها لفت لي و طلبت مني المساعدة, و لقتني أخذت مكانها و بسألها عاوزة تروحي فين و ترجعي امتي ؟ و طك طك لقتني حجزتلها و بقولها اتفضلي ادفعي. لحظتها اتبسط قوي لدرجة اني كلمت محسن احكيله و كُلي فخر.

صحيت يوم و كان الجو مُشمس و صيفي و جميل, كان صيف بالمعني المٌتعارف عليه, و كان يسبق هذا اليوم اسبوعين من الجو المُمطر شديد البرودة, قُلت هذه فٌرصة لا تُعَوَض و لازم انزل اتمشي و حتي فُرصة لاُسلي صيامي, تقريباً ده كان ثالث يوم رمضان, اول ما وصلت وسط المدينة كانت مزدحمة جداً, و كل الناس قاعدة في الحدائق و تأكل ايس كريم و الكافيهات مٌكتظة بالشباب, ساعتها شعرت بانقباض في قلبي, و جالي الاحساس بالغُربة, فين رمضان ؟ فين الشوارع المُزينة ؟ فين الناس اللي شكلها صايم و تعبان ؟ فين الناس اللي بتقرأ قران و هم في الشارع و الواصلات ؟ و الموظفين اللي نايمين في الاوتوبيس اثناء عودتهم لمنازلهم ؟ كيف لا اشعر بالغُربة و انا مش سامعة الاذان ؟ وليه الشوارع لسة زحمة وقت المغرب فين الشوارع المهجورة ساعة الفطار ؟ فين روح رمضان ؟ فين العزومات و الاهل و الاقارب ؟ القطايف ؟ فين طيب القناة الاولي و مدفع الافطار اللي بيضرب؟

ساعتها عرفت اني مش في بلدي ولا مكاني, ولا مٌجتمعي ,وطني ليس فقط بمكانه بل وطني هو هويتي و انتمائي, و انا ببساطة لا انتمي لهٌنا, اعيش هُنا بس قلبي مُتعلق ببلدي, بالرغم ان هذا الاحساس مش مُتواجد في حياتي اليومية بس بتيجي اشياء صغيرة تحسسني بالغُربة.
و بالرغم انه احساس مش مُريح الا اني  نفسي اني افضل دايماً عندي الرغبة في العودة لبلدي, و يفضل دائماً قلبي مُعلق بها و بمن فيها, لا اريد البٌعد اللي بيجيب جفاء, بل اريد البٌعد الي يُذيدني شوق و رغبة اكبر في العودة.

بقيت بدور علي الاشياء الصغيرة اللي تحسسني اني مش بعيدة, يعني كنت في السوبر ماركت من كام يوم وكنت بكلم مديحة في التليفون و صوتي كان عالي شوية, لقيت سيدة امامي مٌحجبة ابتسمت لي فابتسمت لها, شكلها عربي جداً, و بقينا كل اما نتقابل في السوبر ماركت نٌحيي بعض, و معرفش ليه هذه التحية السريعة و الابتسامة الخاطفة كانت بتصنع شيْ من السعادة في قلبي.

مع مرور الوقت بدأت  اتأقلم علي رمضان الجديد, و بدأت افهم الناس اللي قضّوا رمضان هنا من قبل اما كنت بشتكي لهم اني مش حسة برمضان السنة دي, كانوا دايما يؤكدوا لي و علي رأسهم محسن ان هنا كل واحد بيخلق لنفسه الجو الرمضاني الخاص به و بيحبه و يتأقلم عليه... ايه ده.. انا مطلوب مني كمان اخلق جو رمضان ؟ مل هو كان موجود في مصر لوحده , منغير اي مجهود.
بدأت احس برمضان مع الوقت, مع فتح التلفزيون المصري ليل نهار و مشاهدة المسلسلات و سماع الاذان والقران اللي قبل المغرب كل ما اسمع الاذان اقول زمنهم بيفطروا دلوقتي,و مع الوقت بدأت احس طول ما انا في البيت
 برمضان و خلقت لنفسي الروتين و الجو الخاص بي زي ما قالوا لي, بس للاسف لازلت لا اشعر به طوال الوقت خارج المنزل.
اكيد وجود اصدقاء مصريين حولنا هون علينا كلنا اي احاسيس سلبية, و تبادل الزيارات و العزومات كان بيسعدني و يٌعوض بعض مما افتقد.

رمضان علي وشك الانتهاء, جري سريعاً بالرغم من اللخبطة اللي كانت في الاول و علي ما جمعت انه رمضان لقيته خلاص بيخلص.. و علشان محرمش ماما من اي حاجة, فهغني لها زي كل سنة في نفس الوقت ده, بس السنة دي منغير مطربها بصوتي الخلاب "هَل البدر بدري و الايام بتجري.. و الله لسة بدري و الله يا شهر الصيام.. والله لسة بدري و الله يا شهر الصيام"





Thursday 2 August 2012

رسالة ٧ـ فضفضة



موْخراً كثُر سؤالي لنفسي ٢٦ سنة عملت فيهم ايه ؟ اتعلمت كويس و اتخرجت و اشتغلت و مارست بعض الهوايات اللي بحبها لحد النهاردة, و بشكر ماما لحد انهاردة انها اهتمت و عملت علي تنمية هواياتي . لحد فترة قريبة جداً جداً كنت راضية و مقتنعة بحياتي, كان طبعاً عندي طموحات و احلام كثيرة بس عمري ما كان عندي احساس انه في كثير اجهله و كثير من التجارب اللي فاتتني و ممكن كانت تعلمني الكتير لاستفيد به اليوم. مش عارفة ليه اما انتقلت لأعيش هنا بدأت احس بأن هناك حاجات كتيييير و اني كٌنت مٌقصرة الفترة اللي فاتت لاأني لم اُحاول تنمية نفسي و قدراتي الّا في حُدود المُتاح امامي, الفُرص اللي بتجيلي و انا في مكاني اثناء عملي, و مش بس قدراتي في علي المُستوي العلمي او العملي, و فكرت بردو ان زمان لم اشعر ابداً ان فس شيء ناقصني, هل الاول كان احسن ؟
و بعد تفكير عميق و طويل, اخد مني وقت لادركه ان ده لوحده وعي, ان الواحد يكون واعي لنفسه و يحس في بعض الاوقات انه يجهل اشياء و ان في افاق جديدة للأكتشاف لان الانسان الذي لا يعمل علي هذا التطوير بيفضل واقف محلك سر. 
التطوير اللي بقصده بيشمل كُل حاجة, العمل, الدراسة, الثقافة, الاجتماعيات و خبرة التعامُل مع الناس المُختلفة, و الشطارة ان الواحد لا يياس و يأخُذ هذه الافكار بسلبية و يصبح في حالة عدم رضا و ينسي اي نجاح او انجاز وصل له مهما كان بسيط.
قررت اني احاول استغل هذه الحالة اللي بسميها حالة عدم رضا الي طاقة ايجابية, تخليني افكر ايه اللي مش عجبني و احاول في اصلاحه, و امسكهم حاجة حاجة, محملش علي نفسي اكثر من الازم.
طبعاً احياناً بحس ان الكلام ده عملي جداً و نظري جداًجداً بس ده يمكن ده رد الفعل العاطفي اول اما الواحد يجيلوا هذا الاحساس من اي حاجة خارجية, ما هو الواحد مش بيحس بكدة غير اما يحصل موقف صغير لا يشعر به الّا الشخص ده, و يثير في داخله هذه الشُحنة السلبية اللي انا مٌقتنعة ان لو قدرنا نحولها الي طاقة ايجابية و افعال و اعمال ستكون اول خطوة في طريق النجاح, لان لو الشخص دائم الرضا عن حياته لن يتطلع للمزيد و لن يُنمي نفسه, و لا اقصد الطمع, بل اقصد الطوح, اعتقد ان هو ده الطموح.
بحاول اني مستسلمس لهذه الحالة, لو استسلمتلها ممكن ملاقيش سبب يقومني من السرير صباحاً, فلي طموحات و احلام كثيرة و لكن تحقيقهاحالياً صعب و ليس مٌستحيلاً, في احلام كبيرة و اساسية و اُخري اقل و اقل و اقل, يوجد الكثير و كٌل ما يكبر الحلم او الهدف يصبح تحقيقه اصعب, المُهم اني منساش في السكة الاشياء الصغيرة التي تحققت و اني اذيدها الي قائمة انجازاتي. 
بعد هذا التفكير عرفت ان ٢٦ سنة ليس بكثير بس المُهم ان الواحد لا ينسي نفسه في مرحلة التفكير, فالتفكير اكثر من الازم من وجهة نظري ينقلب ضدد صاحبه.

هذا الكلام ليس نظري و لكن يحتاج قدرة و قوة داخلية تخلي الواحد يفوق و لا يستسلم لها, و محتاح دعم من الناس المُقربين اللي ربنا انعم علينا بهم ليساعدونا و يدعمونا حتي لو بس كان الدعم معنوي, فاحساس اني لست وحدي يفرق كثيراً.
اما لست دكتورة نفسية و لا مٌختصة, انا بس انسانة حبت تفضفض.

Wednesday 1 August 2012

رسالة ٦ـ رمضان جانا



رمضان السنة دي اكيد مٌختلف بما انه اول رمضان يجي عليّ و انا متجوزة فكان في نوع من التحمس و اني خلال هذا الشهر هعمل عمايل و هسوي الهوايل , و بدأت استعداداتي من وقت ما كُنت في مصر, جبت الفانوس و قمر الدين و الكاركديه, لوازم رمضان اللي مش هلاقيها هنا. بالرغم ان محسن اكدلي ان هلاقي هنا قمر الدين الّا ان انا اصريت اني اجيب معايا العدة كُلها و ابقي في اتم الاستعدادت للشهر الكريم, مش عاوزة حاجة تٌعكر صفو الاجواء الرمضانية اللي في دماغي.


اول يوم قرب و قررت ان نعمل عزومة عندنا في البيت و نعزم فيها اصحابنا المصريين اللي هنا, اللي مُعظمهم طلبة دراسات عُليا و معهُمش اي حد من افراد عائلتهم, فكرت ان اللمّة دي هي الي هتحسسنا كٌلنا برمضان و و هتهون علينا اي احساس بغُربة او وحدة.


عزمت الناس و قٌلت لمحسن يعزم كُل اللي نفسه فيه, و دخلت بقلب جامد قوي , معايا فانوس و قمر الدين و كاركاديه, خلاص كدة, انا مستعدة.


جاء اليوم المُنتظر, اشتريت كل الطلبات انا و محسن من قبلها بيوم و عملت كمان الكاركاديه و قمر الدين, يعني معنديش النهاردة غير الطبيخ و توضيب البيت.

صحيت الساعة ٨.٣٠ تقريباً, اعتقد من القلق, صحيت علي هاتف داخلي ان معنديش حلّة كبيرة تكفي لاعداد هذا الكم من الاكل اللي عُمري مطبخته في حياتي.

,لبست و نزلت بسرعة جبت اكبر حلّة في المحل و حضنتها بين ايدي و رجعت البيت و الدنيا بتمطر.

المطر خير و لسة بدري و ان شاء الله الضيوف يكلوا و يتبسطوا. الساعة ٩.٣٠ تقريبأ كنت في البيت


و بالتحديد في المطبخ, لبست مريلتي الجديدة و بدأت رحلة العمل.

و عشان ادخل في اجواء رمضان, شغلت بعض المسلسلات لتسليتي اثناء العمل.

و ما بين ٣ كيلو شيش طاووق و ٤ كيلو لحمة مفرومة للكُفتة و ٧ اكواب ارز, غير الشُوربة و الفطيرة و السلاطات, لقيت الوقت بيجري مني, ساعة ورا ساعة ورا ساعة , و بعد شوية قلّي علي شوية سلق علي تتبيل و تحمير وحبة مهارات تكنيكية طبيخية , ببُص لقيت الساعة ٦.٣٠, فاضل ساعتين و الناس تيجي, و مافيش و لا حاجة جاهزة او شبه جاهزة حتّة, فين التليفون, و لقتني بكلم محسن: محسسسسسسسسسسسسسن الحقني, ما فيش حاجة جاهزة و البيت لسة متوضبش, محسن طمني و قال لي انه في الطريق و هيساعدني و هنلحق.

جاء مُحسن و لقاني وقفة منكوشة في المطبخ, او بمعني اصح بجري في المطبخ بحاول الحق اي حاجة, انضم لي محسن و اصبح المطبخ كخلية النحل بس بنحلتين بس., انا و محسن.

مروا الساعتين بسرعة البرق, الحمد لله لحقت اخلص الشوربة و اتسرح و محسن وضب البيت و عمل المسقعة,و بقيت الاكل علي النار. و جاءت ساعة الامتحان و احنا عارفين ان في الساعة دي يُكرم المرء او يُهان, جُم الضيوف و كانت الشوربة بتسخن, مش عارفة اوصف احساسي ساعتها لاني مش فاكراه, بس كان مش احساس لطيف ده اللي انا فاكراه, فاكرة ان البيت كان زحمة و المطبخ زحمة, و ناس كتير, و كل شوية حد يسأل مش عاوزة حاجة,و حد يقول لي متتوتريش خالص, و طبعاً الكلام ده بيزيد من توتري و بعد شوية وقت مش فاكرة قد ايه بس مرّوا اكنهم١٠ ساعات كل الاكل كان علي السُفرة وكل الناس بدأت تأكل و بدأت ارتاح داخلياً , نص المُهمة خلصت عقبال ما يعجبهم الاكل .

اكلنا و شربنا الشاي و حلينا و قعدنا و هزرنا و قضينا وقت لطيف, يمكن لم اكن في قمة سعادتي لان الاكل اتأخر و كان في ربكة و لم يكن الموضوع ببساطة و سهولة كما تخيلت., و لم يكن كل شيء مثالي كما تمنيت,

بس هي كانت تجربة,و اول تجربة, وبالرغم من كل ده اتبسطت قوي من لمتنا اول يوم رمضان.

و في اخر اليوم احب اشكر ماما علي نصيحتها لي اني اعمل قمر الدين الكاركاديه قبل يوم العزومة بيوم, لولي هذه النصيحة كان زمان مافيش مشاريب, و احب اشكر محسن علي انقاذه لي يومها, و بقول لطنط نادية اني ندمانة اشد اندم
!اني مسمعتش كلامها و عملت الارز بالخلطة رغم تحذيرها لي, و بقولها اخر مرة اعملوا يا طنط, انا كرهته


Friday 13 July 2012

رسالة ٥-الحظ

بتيجي ايام كده و الواحد يحس ان الحظ معانده, و تحصل حاجات عجيبة في اوقات اعجب و ورا بعض, يمكن لو علي اوقات متفرقة الواحد ميحسش.
الايام دي كانت عندي الاسبوع اللي فات, فبعد الوقفة الممتعة علي الطريق الدائري اثناء اعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية و روحت و قعدت في بيتنا في التكيف نسيت الوقفة و الزنقة و الحر اللي كُنت فيهم.
 و مرت الايام و جاء يوم السفر و العودة الي انجلترا و بيت الزوجية بعد اسبوعين قضيتهم مع ماما, و بغض النظر عن تضارب مشاعري و احاسيسي مع اقتراب معاد سفري الا اني خرجت من البيت في الصباح الباكر و ودعت ماما بحضن و ابتسامة يحملان الكثير من الكلام اللي محدش يفهموا غيرنا, عشرة عُمر بقي. و الحمد لله تمالكنا نفسنا و معيطناش برغم صعوبة اللحظة علي كل منا.

وصلت المطار في معاد مُناسب جداً, كان المطار زحمة , اكن الشعب كله مسافر, و جاء دوري لوزن الشنطة و الذي منه و بتلقائية ابتسمت للموظف و قولتله : صباح الخير , و الرد المُتوقع هو صباح النور, لكن لقيته رجع بظهره زي
ميكون اتخض و ابتسم قوي و قال لي : "اخيراً حد بيبتسم", واضح ان نسبة الناس المٌبتسمة قلت في مصر. خلصت و قعدت لحد معاد الطيارة و ركبت في معادي و وصلت مطار هيثرو في معادي مضبوط لو مش بدري كمان, حلو و جميل. كلمت مديحة اختي لحظة وصولي و اتفقنا نتقابل في كافيه في محطة القطار في لندن و نقعد ندردش سوا ساعة كدة و بعدين اخد القطار و انطلق علي بيتنا.

ديه كانت الخطة, و هنا بقي تيجي المفاجأة, ركبت المترو و المفروض ساعة و اصل لمحطة القطار, و لكن مشينا محطتين و اذ بي الاقي المترو توقف و تفضل السائق مشكوراًُ ابلاغنا ان في عُطل كبير في الخط اللي احنا في و اصبروا معانا شوية, و شوية صبر علي شوية تنقُل من خط للتاني علي شوية مشيّ و نزول سلالم و طلوع سلالم بال٣ شُنط اللي معايا, وصلت بسلام الي محطة القطار بعد ٣ ساعات و نص.
و انا مزنوقة علي الدائري في مصر كنت بسب و بلعن و قد ايه كُنت مدايقة و بقول ان لو دي بلد مٌتقدمة مكنش اكيد
هيحصل كدة, و زي ميكون ده رد الاهي ان ممكن الواحد يتحشر عادي جداً في البلاد المُتقدمة بردو.

قابلت مديحة و قعدنا نشرب القهوة و ندردش و نحكي لبعض الاخبار و كل اللي حصل في فترة غيابي.
خلصنا و كان فاضل تقريباً نصف ساعة علي قطاري, انتظرت القطار و روحت اخيراً البيت و نمت قالقتيلة.
محسن في رحلة عمل, و اتفقنا ان اروحلوا لقضاء عُطلة نهاية الاسبوع سوياً, و ضبت شنطتي الصغيرة و واستعديت و وصلت للمطار و بدأت ضربات قلبي تزيد, ان شاْ الله كام ساعة و نتقابل انا و محسن, فالرحلة بالطائرة ساعة و شوية. ركبت الطيارة, و اخذت كتابي عشان اتسلي في السكة, و لكن شوية و لقيت الكابتن بيقول ان في عُطل بسيط و المهندسون في الطريق لأصلاحه, مر الوقت بطيئاً بس مكنتش عاوزاهم يستعجلوا, افَضَل طبعاً ان يخدوا وقتهم في اصلاح الطائرة بدل ما تطير و هي بايظة.

و جالي شوية هواجس طبعاً ان هتفضل بايزة و مش هيخدوا بلهم و كدة و الطيارة هتقع و كلمت مُحسن احكيلوا, و طمني و قال لي " دول انجليز, لو في شك ١٪ هيغيروا الطائرة"
بعد ساعة تقريباً سمعنا صوت الكابتن من جديد بيقول ان العُطل اتصلح خلاص نحن في انتظار ان المطار يحدد له متي يمكننا الاقلاع.

شوية, و صوت الكابتن سُمع من جديد, و قال انه في خبر غير سار, ال"سيستم" في المانيا مٌعطل و لا يمكن الان ان تطير اي طيارة من فوق المانيا لعدم وجود ارسال هناك.
ايييييييه ؟ ال"سيستم" وقع ؟ طب هيقوم امتي ؟ ايه يا ربي ده. افهم ان الواحد ممكن يتحشر و يتزنق و يتأخر عادي.. لكن في خلال ١٠ ايام يتحشر في ٣ وسائل مواصلات مُختلفة , و كل مرة مش اقل من ٣ ساعات.
بدأت اشك اني نحس !
طب مش لازم يعني يعدي فوق المانيالو عاملة مٌشكلة, يلف من اي حتة !يعني لازم فوق المانيا يعني ؟ بدأت احل المُشكلة للكابتن فب دماغي.

و بعد ٣ ساعات صوت الكابتن طلع من الميكروفون و قال ان المشكلة اتحلت و الطائرة سوف تقلع في خلال نصف ساعة, قال كدة من هنا و جميع الركاب بدأوا في التصفيق و التهليل.
 ولكن كٌل تأخيرة و فيها خيرة زى ما بيقولوا, صحيح وصلت المطار متأخر ٤ ساعات بس الجانب المُشرق ان ده كان وقت وصول مٌحسن من العمل و بكدة وصلنا الفندق سوياً, الحمد لله, كان ممكن يكون في ٣ ساعات تانية تايهة ولا حاجة,

قررت انسي اللي فات و اني مش نحس ولا حاجة.  مفيش حاجة اسمها كدة و دي خُرافات و خٌزعبلات.
وصلنا الفندق و استقبلنا الموظف و ابتسم و اداني المٌفتاح و قال لي: "اتفضلوا المفتاح, غُرفتكم رقم ١٣" !

************************************النهاية****************************************




Sunday 24 June 2012

رسالة ٤

الاجواء متوترة, و كله في  حالة من الترقب, فغداً اعلان نتيجة الأنتخابات الرئاسية, و للاسف متابعة التلفزيون المصري و القنوات الاخبارية اليومين دول ترفع  الضغط و تزيد حالة التوتر و الخوف لأصحاب القلوب الضعيفة امثالي, فأنا بلا فخر حتي لو حاولت في بعض الاحيان ان اهرب من البرامج الاخبارية ممكن كلام بسيط زي اللي بيكتبوه لتسلية المواطنين اثناء مشاهدتهم المسلسل التركي فاطمة يزيد ضربات قلبي و ده شيْ لا ارادي حاولت كتيرلأزالته بس لسة منجحتش و المحاولات مستمرة.

فتحنا التلفزيون و جت فاطمة و بدأت الاخبار تجري من تحت: "الصحة:  تجهيز ١٨١٥ سيارة اسعاف استعداداً لغداً" او مثلاً "الصحة: رفعنا الاستعدادات  بغرف العمليات بخميع المستشفيات استعداداً لتلقي حالات الأصابات غداً بعد اعلان النتيجة"  " مئات اللألاف من مؤيدي شفيق يتوافدون عند المنصة لتأييد شفيق و سيعتصمون حتي اعلان النتيجة غداً " و حاجات من النوعية ديه كتير اللي تخليني اقول ربنا يستر و احس ان في كارثة بكرة, و اللي زود توتري ان محسن هيرجع بكرة انجلترا عشان عنده شُغل و قلقت ان ميلحقش الطيارة و السكك تتقفل و المعتصمين اللي في التحرير يقرروا هم و المعتصمين اللي عند المنصة يضربوا بعض مثلاً او اي حاجة, فمؤخراً ممكن تحصل عادي ,حاولت جاهدة اني اعمل نفسي رامبو قُدام نفسي و قُدام محسن,  بس طبعاً طرد ال١٠٠٠ فكرة السوداء اللي بتدور في دماغي كان اقوي مني في هذه اللحظة و طبعاً مُحسن كان قافشني. اقترحت طنط نادية والدة مُحسن انه يروح المطار من ١٠ الصبح بالرغم ان معاد الطيارة الساعة الخامسة ظُهراً,و طبعاً جتلي الفرصة علي صينية من ذهب و بدأت في تأييدي للفكرة بقوة. المُهم قررت ان نخلينا في النهاردة و بُكرة بعد النتيجة هنشوف و كدة  كدة هبقي في البيت مُعززة مُكرمة و محسن ان شاء الله يكون في المطار في امان برضو. استريحت للفكرة دي و قررت اني اكمل بها الساعات القليلة اللي فاضلة في اليوم لحد اما نمت بلا خوف ولا توتر.

جاء اليوم المُنتظر من زمان, و بغض النظر ان المُرشحان مش قادرة اتخيل حد فيهم رئيس للبلد الا ان ده لا يُقلل اي شيْ من اهمية اليوم, في الاخر الاثنين اللي مش عاجبني دول هم اللي الاغلبية اختارتهم و حد فيهم هيبقي رئيس و ده امر واقع.
صحينا بدري انا و محسن لبدء رحلة اليوم و انجاز المهمة و هي ان محسن يوصل المطار و انا اوصل البيت قبل اعلان النتيجة تحسُباً لاي شغب بعد اعلان النتيجة وفقاً لنصيحة تلفزيونا العزيز. حققنا الهدف الاول و مُحسن وصل المطار الساعة ٢ و ده بعد اما ضيعنا شوية وقت حلوين في كافيه جنب المطار لوصولنا في وقت قصير, فالسكة كانت فاضية و لكن لا تخلوا من شوية تشويق و اثارة, كان في كام دبابة كدة في السكة لزوم "السسبنس" !

,ودعت مُحسن و تابعته بعيني حتي دخل من البوابة و بدأت سكة العودة للبيت.
قدامي ساعة قبل اعلان النتيجة و ده وقت كافي جداً للوصول, و لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن, طلعت من المطار و مفيش ٢ كيلو و لقيت الدنيا وقفة تماماً, افتكرت ان دي مُجرد زحمة عادية بسبب خروج كل الموظفين و لكن بعد شوية قررت اشوف في "بيقولك" و اعرف الزحمة لحد فين.. و لكن المفاجأة الكبري ان في حادثة كبيرة و الطريق مقفول تماماً. 
لم اتخيل ان قاعدتي في العربية هتطول اكثر من ساعة و لكن القاعدة طولت طولت طولت و بدأ  المؤتمر الصحفي لأعلان النتيجة, و كل الناس حولي في العربيات فاتحة الراديو و في الميكروبصات الناس ماسكة راديوهات و اللي مش عنده راديو خالص في السيارة كان بينزل يُقف في الشارع في عز الحر جنب سيارة اُخري بها راديو و فاتحة الشباك, حسيت ساعتها بأمية اللحظة و تحمست جداَ اكن مصر بتلاعب في فاينل كاس الامم و لكن للأسف عكّر عليّ صفو اللحظة الخطبة الطويلة و الكلام المُمل اللي طبعاً خلاني اسرح كتير لحد اما سمعت سيادة المستشار يبدأ اخيراً مُتشكراَ في اعلان النتيجة و اعلن فوز مُرسي.

و بدأت الزمامير في الانطلاق و بدأ التاس في الرقص علي العربيات احتفالاً بالنتيجة.
في لحظات كدة مُهم قوي تسجل في ذهنك انت كنت فين ساعتها.. زي كدة السؤال الشهير بتاع "كنت فين لحظة وقوع زلزال ١٩٩٢ ? "  و انا من موقعي هذا اُسجل ان لحظة اعلان اول رئيس مُنتخب في مصر, كنت محشورة علي الطريق الدائري لمُدة ٤ ساعات بلعن سلسفيل ابوهم.

Monday 11 June 2012

رسالة ٣

  النهارده يوم الاربعاء يوم الاربعاء ١٦ مليو ٢٠١٢, تقريباً الساعة السادسة مساءً بتوقيت لندن , اخر يوم للادلاء بأصوات المصريين في الخارج و ها انا في طريقي لمقابلة محسن لتلبية نداء الوطن و لنشارك في اول انتخابات للرئاسة في مصر (اول واحدة لان لا احد يعترف بتمثلية ٢٠٠٥ اللي فاز بها مبارك بنسبة ٨٨.٦٪) كنت متحمسة جداً, بالرغم ان مفيش مرشح يمثلني بنسبة ١٠٠٪  لكن احساسي ان لي حق الاختيار و ان صوتي ممكن يكون له تأثير و اني ممكن يبقي لي رأي و مشاركة ايجابية لتحديد مستقبل بلدي كان رافع من روحي المعنوية. الطريق طويل لحد السفارة, فقررت اني اسلّي نفسي و ابص كدة علي الميل اللي لجنة الانتخابات الرئاسية و أشوف العنوان فين بالضبط و لقيت مكتوب  طريقة الانتخاب, و الصدمة الكبري اما قرأت جملة: ان يكون المنتخب معه صورة من اي وثيقة معتمدة تثبت اقامته الشرعية بالدولة المقيم بها! 
 الباسبور..فين الباسبور؟ مش معايا الباسبور... ولا اي اثبات اني  عايشة في الخارج..وافتكرت ساعتها فاتن حمامة في فيلم ارض الاحلام اما قعدت الفيلم كله تدور علي الباسبوغ.. و افتكرت قد ايه كانت بتعصبني فتعاطفت معاها و حسيت قد ايه الباسبوغ مهم٫قلت كده في بالي و انا متأكدة ان علامات الفزع و الهلع كانت علي وشي. طب اعمل ايه, اعمل ايه.. اكيد مش هتضيع فرصتي اني انتخب, اكيد مش هتضيع لاني نسيت اجيب الباسبور و اني مبصتش قبل كده في الاوراق المطلوبة . كلمت مديحة اختي اخد رأيها لقيتها بتقولي ارجعي خلاص هتعملي ايه يعني.. قفلت معاها و انا مصّرة اني هنتخب يعني هنتخب و هروح هناك اكيد هلاقي حل ..قعدت افكر الطريق كله,لحد اما افتكرت اني مصورة الفيزا بتاعتي علي الموبايل, الحقيقة الصورة مش واضحة قوي بس قلت اي اثبات و خلاص علي الاقل يبقي لي عين اعترض لو قالولي "اسفين يا مدام.. مش هينفع حضرتك تتنتخبي"" بعت بسرعة الصورة لمحسن علي امل انه يكون لسه منزلش و يلحق يطبعهالي و لكن للاسف كلمني و كان نزل خلاص في طريقه لمقابلتي قُرب السفارة. وصلنا لمقر السفارة المصرية و كان المشهد كالتالي, موظف الاستقبال واقف بأبتسامة علي وجهه و تحسه سعيد مش كعادة الموظفين المصريين اللي عادةً بيبقي علي وشهم علامات الملل و الزهق و اخدنا منه رقم عشان دورنا في الانتخاب و شاورلنا علي غرفة في الداخل لبدء اجراءات الانتخابات.
دخلنا حجرة صغيرة بس مليانة ناس و حسيت فجأة اني رجعت مصر لمدة ١٥ دقيقة, قعدت علي الكرسي ابص علي الناس اللي حولي, كل الناس مبتسمة و كله بيبتسم لكله و الناس بتتكلم مع بعض و كل واحد كان بيسأل اللي جنبه هتتنتخب مين  و بيتكلموا عن البلد و احوالها و كله بيتمني ان احوال البلد تتصلح بعد انتخاب الرئيس ومع كل شخص داخل يرمي بالمظروف داخل الصندوق يسأله موظف واقف جنب الباب- معرفش لحد النهاردة وظيفته ايه- تحب حضرتك اخدلك صورة بالموبايل ؟ فالكل معتبر ان دي حاجة تاريخية و لازم تٌسجل. كل واحد قاعد منتظر دوره تحس بأنه قاعد فخور و سعيد , زي ما انا كنت فخورة جداً  و نسيت اني مش معايا الباسبور للحظات و قعدت اتأمل الناس حولي لحد اما سمعت: رقم ٥٠  لو سمحتم, ايوة انا,قلتها و توجهت بثبات للموظفة و علي وشي ابتسامة ساحرة لعل و عسي تنسي تسألني علي الباسبور. المهم اخدت البطاقة مني و ملئت بعض الاوراق و ادتني ورقة و الظرف و طلبت مني دخول الحجرة المجاورة للتصويت.
دخلت وراء البارافان و ضربات قلبي بدأت تزيد.. حسيت فعلاً بالمسئولية و لقيتني بدعي ان يا رب يبقي اختياري صح و موديش البلد في داهية... اخدت المظروف و قبل اما ارميه في الصندوق طبقاً للاجراءات لازم امضي في الكشف و يشوفوا بطاقتي و اثبات اني عايشة في الخارج... تا تا تا.. جاءت اللحظة الحاسمة... اديتهم البطاقة و قلتلهم بكل ثقة ان مش معايا الباسبور بس معايا صورة الاقامة علي الاي   باد.... طبعاً استغربوا و سالوني لو معايا اي اثبات تاني ... و قعدوا يتناقشوا لحد اما قرروا ان الصورة واضحة علي شاشة الاي باد و  ممكن يقبلوها كأثبات لاقامتي هنا. مضيت جنب اسمي و رميت بالمظروف داخل الصندوق و انا حسّة بالانجاز و سعيدة اني مستسلمتش و رجعت فاقدة الامل.
شكراً للتكنواوجيا اللي منغيرها كان زمان صوتي لم يصل و تكون ضاعت عليه الفرصة للتعبير لاول مرة. يوم لن يُنسي, اول خطوة للامام يا بلدي. 

Thursday 31 May 2012

رسالة ٢ "ب"

درجة الحرارة ٣٦ , شمس  ,واضحة في السماء منغير غيوم و لا سحاب, منظر مشفتوش بقالي كتير و اكتشفت انه وحشني جداً. من ساعة ما نزلت من الطيارة و انا عندي احساس بالسعادة و النشوة.. ايوة النشوة بكل ما تحمله من معاني, فطبقاً للمعجم اللغوي النشوة هي اول السكر و الارتياح للامر و النشاط له. مع اني مسكرتش قبل كده بس اعتقد انه احساس انهم طايرين فوق الارض و عندهم تدفق في ادرينالين و احساس بالتحمس لحاجة هم مش عارفينها, او ببساطة ده كان احساسي.المهم, ركبنا العربية في طريقنا لماما,  كنا علي الطريق الدائري و كنت لسة عندي حالة الانبهار و السعادة, بالرغم انه كان في حادثتين و كان الطريق واقف بس زى ما يكون هو كمان وحشني, ما احنا عشرة عٌمر من ايام الجامعة و بعدين شغلي. بس الفرق طبعاً ان زمان كنت بسب و العن طول ما انا ماشية فيه من الزحمة. وصلنا عند ماما بعد ما قضّيت الطريق انا و محسن في الرد علي تليفونات الاقارب و الاصحاب و السماع لنجوم اف ام اللي وحشتني برضو حتي بأعلنتها المملة. طبعاً قضينا الاجازة كلها في اكل المحمر و المشمر و الزيارات العائلية و الخروج  مع الاصحاب.  كان احساس غريب في الاول, كنت حاسة اني بقالي كتير منزلتش مصر و ان في حاجات كتير ممكن تكون اتغيرت وانا معرفش. في يوم روحنا نحط بنزين و  ادينا العامل البنزينة الفلوس و جينا نديلو بقشيش و حسيت للحظة اني من اهل الكهف و دار بيني انا و محسن هذا الحوار
محسن:معاكي جنيه يا فريدة؟
! فريدة: استني هاشوف
 انا لقيت ده.. ينفع ؟ و طلعتلو جنيه ورق و انا ببصلوا و بحاول افتكر ده لسة الناس بتتعامل به في مصر ولا خلاص
محسن: ايه ده هو لسة الجنيه ده شغّال ؟ مش عارف.. طب جربي أديله كدة و نشوف!
فتحت شباك العربية و اديته الجنيه و انا مترقبة و براقب رد فعله بكل تركيز... الراجل قرب من الشباك و علي وجهه ملل شديد و اخذ الجنيه بمنتهي البساطة و اللامبالاه و راح يحط بنزين في عربية تانية.
"!و ده كان مثال لاسئلة كتير كنت بسئلها و كان الرد بيجي من الناس حولي"فريدة.. انت سايبة مصر من ٦ شهور بس
بعيداً عن السعادة اللي كنت حسّة بها الاجازة دىه لوجودي بين كل اللي بحبهم في الاماكن اللي بحبها و مرتبطة بها , انا بعتبر ان الاجازة ديه هي نقطة تحول في حياتي الجدىدة  او هي اللي صحتني و خلتني اتعامل مع حياتي بفكر تاني و روح .
تانية, ساعدتني اني ابص للموضوع من زاوية تانية, قررت اني احاول اعمل اللى نفسي فيه مش بس اكتفي بالحلم. حسيت ان الحياة في مصر مستمرة و ماشية و مش معني اني هناك هرجع الاقي كل حاجة زي ما هي الناس بتتغير و الدنيا بتتغير.. و انا كمان لازم اتغير. دي فرصتي و ده و قتي و لازم استغل كل فرصة تجيلي.. الفرصة اللي جتلي ديه مش بتيجي لكل الناس, العادي ان  معظم الناس بتفضل مكمله في حياتها و ماشية مع التيار, منغير متفكر, و جايز لو جتلهم الفرصة يفكروا ميكملوش في الطريق اللي هم مشيين فيه اصلاً, فللاسف الواحد بيروح للي عرفه و مرتاح فيه و نادراً  ما يحاول اكتشاف" افاق جديدة. من حسن حظي  ان جت لحد عندي الوقفة ديه.. و اخدت مني وقت عشان افهمها, و اكتشف ان في ١٠٠٠٠٠٠٠ حاجة معرفهاش و ممكن استغل الفترة ديه لمعرفة شوية منهم, و ساعتها احب اللي احبه و اللي ميعجبنيش يبقي اسمي جربته و عرفت ليه مش عجبني... بقيت عاملة زي الطفل الصغير اللي بيكتشف كل حاجة من حواليه و نفسه يجرب كل حاجة و   مش ملاحق..
 و علي راي  اغنية محمدمنيراللي افتكرتها دلوقتي و قاعدة بدَندنها : الفرصة بنت جميلة راكبة عجلة ببدال شعرها بيطير قدامها بيداري علينا جمالها و العاقل لو يلحقها يتبدل بيه الحال.. لو ننده مبتسمعشي اصلها بتسد ودانها لو راحت  مابترجعشي دي شقية و ليها دلالها, او واقف وسط كتير ممكن تخترك انت, مهما تطول المشاوير في اخرها هتوصل انت... الحمد لله, يا رب الحقها بقي


Monday 7 May 2012

رسالة ٢ "١"

بعد ٥ شهور جواز ، قررنا انا و محسن ننزل اجازة مصر.. و كنت فعلا خلاص حاسة انه لازم ارجع زيارة، فبالرغم من سعادتي من تجاربي في حياتي الجديدة مع محسن ،فانا متعودتش اني ابعد كل دة عن اهلي و بيتي و بطبعي برتبط جدا بالاماكن و الناس و صعب عليا تقبل التغىرات الجذرية دي. فاقصي فترة بعدت فيها عن اهلي  طول حياتي كانت اسبوعين، فكان صعب عليا قوي تخيل فكرة العيشة برة، و اشتغل برة و اعرف ناس برة و اكن الناس برة دول ناس غير الناس، بس عادة الانسان بيخاف من المجهول او اللي مجربوش و المفاجات اللي بتقابلنا و تغير مسار حياتنا، و لكن هى دي الحياة، لازم تغير و مفاجات و الواحد لازم يتاقلم و يستغل التغيير ده و ىبصله كفرصة جاءت له و مجتش لغيره. انا فكرة كويس قوي انه مرة اعدت مع خالي من ١٢ سنة بالضبط كان عندي ١٤ سنة و كنا بنتكلم علي الموضوع ده و كان بيحاول يفهمني ان الحياة مش ثابتة علي وتيرة واحدة فقال لي : الحياة عاملة زي الطريق السريع و احنا عربيات ماشية فيه، طبيعي الطريق ده مش خط مستقيم بل عكس ده مليان منعطفات و ساعات مناطق مظلمة و الشاطر هو اللي ىعرف يستمر و يكمل، و لو انا مش عجبني الطريق معنديش غيره امشي فيه و لو صممت و وقفت مفيش حاجة هتتغير بل عكس كل العربيات التانية هتمشي و تسبقني وانا واقفة و فالاخر برضو همشي و اكمل بس هكون اتاخرت و فاتني كتير، فمن الافضل اني اكون عندي المرونة الكفاية لامشى بسلاسة في الحياة. و من ساعتها و انا بفكر نفسي بالكلام ده و بحاول تطبيقه و مع الوقت بيبقي اسهل، كل اما الواحد يكبر و تزيد خبرته  كل اما يعرف يواجه تغيرات الحياة بقوة و تفاؤل اكثر.  المهم ، قبل معاد سفرنا باسبوعين كدة بدات اتحمس جداً للاجازة، و نزلت اجيب المشتروات المطلوبة مني من اهلي و اصحابي، و اجيب هدايا لكل من كان له مناسبة و فاتتني بسبب سفري. و كان قلبي بيدق من التحمس و الادرالين في دمي عامل شغل و كل كلامي و تفكيري عن الاجازة اللي علي الابواب. كانت فكرة اني نزلة مع محسن مصر محمساني، فنظراً لظروف سفره الداءم وقت الخطوبة مكانش دايماً معايا في التجمعات العاءلية سواء عيلتي او عيلته و تجمعات الاصحاب كمان، فكانت فكرة ان احنا هنبقي مع بعض عجباني و مفرحاني جداً و كانت محسساني انها هتقرب بىننا لانها هتقربني من اهله اكتر و تقربه من اهلي اكتر. و طبعاً وصيت كل الناس تعملي الاكل المصري اللي واحشني فكان نصيب ماما الحمام المحشي، و ورق العنب و وعدتني ان يوم وصولنا هيكون ده غدانا.  جه اليوم المنتظر ، و هو طبعاً يوم السفر ، وضبنا الشنط و اخدنا حاجتنا و بدانا السفر فجراً لان من عندنا للمطار سفر ٣ ساعات بالاوتوبيس. و اخيراً وصلنا مطار هيثرو، خلصنا الاجراءات و مرت الساعتين اللي قبل الطيارة سريعاً ،فقعدنا انا و محسن نشرب قهوة و انا ارغي و احكي و انط من موضوع للتاني كعاداتي لحد اما جاء ميعاد الطيارة. ركبنا الطيارة و ربطت الحزام و كل افكاري عن مامااللي هشوفها كمان كام ساعة و سريري اللي هنام عليه و اصحابي اللي وحشوني و كل شئ عاطفي يربطني بالبلد و ابتسمت من الفرحة مقدماً و كملت سرحان لحد ما وصلت مطار القاهرة. 

Friday 4 May 2012

رسالة ١




الساعة الثانىة عشر ظهرا, ابص تانى فى الساعة و برضو ١٢.. طب و باعدىن, انا خلصت كل حاجة ممكن اعملها في البيت و الجو مش مٌشجع علي النزول فالمطرمستمرمن امبارح بليل.




اعمل ايه اعمل ايه.. اعمل ايه بسرعة فأنا عارفة لو دخلت في حالة اني زهقانة يبقى هفتح علي نفسي فاتوحة و هشغل شريط الغربة و الذكريات, و عاوزة اهلي و صحابي, طب بيتي, عربيتي.. اي حاجة, اكن و انا في مصر ماكنتش بزهق ابدا, و اكن كنت ٢٤ ساعة مع اصحابي و كنت كل يوم بعد الشغل اسوي الهوايل.


المهم قعدت اقلب قنوات التلفزىون بملل شديد لحد اما ما لقيت كنز, مزيكااااا, بالييييييه, و مش اى باليه, فهواحدي الباليهات المفضلة لدي,باليه دون كيشوت, و لكن للاسف كانت اخر ٥ دقائق, مش مشكلة فتاثيرهذا الباليه علي كالسحر. قمت جريت شغلت اللاب توب و وصلت السماعات و بدأت اسمع لمجموعتي المفضلة لموسيقي الباليه, شوية منها رقصتها و الباقي كنت بحلم من طفولتي اني ارقصها علي مسرح البولشوي, طبعاً اللي يعرفني عارف ان احلام اليقظة واخدة اكتر من حقها شوية في حياتي و اني ارقص علي مسرح البولشوي ده كان من اكثرهم تواضعا.٫


شوية شوىة و الحماسة احدتني و قمت لامارس الباليه بما تبقي لي من ليونة و ليالقة و طبعاً مسبتش اي حاجة فالبيت غير اما خبطت فيها بما ان البيوت الانجليزي مساحاتها صغىرة حبتين, بس ده طبعاً موقفش في وش فنانة زيي, فانا متعودة من زمان علي المساحات الصغيرة لان اوضتي زمان كانت تقريباً ٤x٣ متر و بالرغم من كدة شافت من فني كتير. محستش بالوقت و هو بيعدي, محستش غير اما لقيتني قعدت علي الكنبة بنهج و فطسانة و الابتسامة علي وشى من هنا لهنا.


اتبسط اني هزمت الملل, و حسيت اني بدأت في تطبيق شوية من اللي اتعلمته في حياتي الجديدة. فالعيشة خارج الوطن علموني شوية حاجات كدة.منها اني مستسلمش للملل و الزهق و للطاقة السلبية علي راي ماما و عرفت ان كل ما اعمل حاجة احبها مهما كانت صغيرة ترفع من معنوياتي , فلسماع المزيكا تأثير وللقراءة تاثير و للقهوة الحلوة تاثير وللتمشىة الهادئة تأثير, اي حاجة٫ حتي الفرجة علي فيلم بس المهم تبقي نهايته سعيدة عشان ميبوظش الدنيا, و انا و شطارتي بقي اقعد الملم في نقط سعادة كل اما احس ان في هجوم وشيك من شوية افكار سلبية.


بعد فقرتي الفنية نفسي اتفتحت لسماع الاغاني و لقيت نفسي اسمع اغنية اللقاء التاني لعلي الحجار فانا بحبها جدا لحناً و كلاماً ، و منها لقتني بروح على الجيل الصاعد، وطني الاكبر، يا حبيبتي ىا مصر و اما وصلت لمشربتش من نيلها قررت اني رايحة كدة في سكة شريط الذكريات تاني و ممكن بكدة ابوظ كل اللي عملته, بس بصيت من الشباك و لقيت الجو لسة بيمطر بس فيه شمس طالعة و واضحة منغير غيوم, معرفش المطر جاي منين بس اكيد في سحاب في حتة ما, عجبني الجو و قررت اخد كتابي و اقعد في كافيه لاستمتع بالقهوة و كتابي و الجو الجميل من ورا الزجاج. الوقت جري و قررت العودة عشان الحق اوضب غذاء سريع قبل اما محسن جوزي يرجع. والحمد لله انه رجع لقي وجبة لذىذة معمولة بنفس يصحبها ابتسامة كبيرة علي وشي, بدل من شوية نكد متحوشين من الصبح. برافو فريدة... استمري إ