Thursday 31 May 2012

رسالة ٢ "ب"

درجة الحرارة ٣٦ , شمس  ,واضحة في السماء منغير غيوم و لا سحاب, منظر مشفتوش بقالي كتير و اكتشفت انه وحشني جداً. من ساعة ما نزلت من الطيارة و انا عندي احساس بالسعادة و النشوة.. ايوة النشوة بكل ما تحمله من معاني, فطبقاً للمعجم اللغوي النشوة هي اول السكر و الارتياح للامر و النشاط له. مع اني مسكرتش قبل كده بس اعتقد انه احساس انهم طايرين فوق الارض و عندهم تدفق في ادرينالين و احساس بالتحمس لحاجة هم مش عارفينها, او ببساطة ده كان احساسي.المهم, ركبنا العربية في طريقنا لماما,  كنا علي الطريق الدائري و كنت لسة عندي حالة الانبهار و السعادة, بالرغم انه كان في حادثتين و كان الطريق واقف بس زى ما يكون هو كمان وحشني, ما احنا عشرة عٌمر من ايام الجامعة و بعدين شغلي. بس الفرق طبعاً ان زمان كنت بسب و العن طول ما انا ماشية فيه من الزحمة. وصلنا عند ماما بعد ما قضّيت الطريق انا و محسن في الرد علي تليفونات الاقارب و الاصحاب و السماع لنجوم اف ام اللي وحشتني برضو حتي بأعلنتها المملة. طبعاً قضينا الاجازة كلها في اكل المحمر و المشمر و الزيارات العائلية و الخروج  مع الاصحاب.  كان احساس غريب في الاول, كنت حاسة اني بقالي كتير منزلتش مصر و ان في حاجات كتير ممكن تكون اتغيرت وانا معرفش. في يوم روحنا نحط بنزين و  ادينا العامل البنزينة الفلوس و جينا نديلو بقشيش و حسيت للحظة اني من اهل الكهف و دار بيني انا و محسن هذا الحوار
محسن:معاكي جنيه يا فريدة؟
! فريدة: استني هاشوف
 انا لقيت ده.. ينفع ؟ و طلعتلو جنيه ورق و انا ببصلوا و بحاول افتكر ده لسة الناس بتتعامل به في مصر ولا خلاص
محسن: ايه ده هو لسة الجنيه ده شغّال ؟ مش عارف.. طب جربي أديله كدة و نشوف!
فتحت شباك العربية و اديته الجنيه و انا مترقبة و براقب رد فعله بكل تركيز... الراجل قرب من الشباك و علي وجهه ملل شديد و اخذ الجنيه بمنتهي البساطة و اللامبالاه و راح يحط بنزين في عربية تانية.
"!و ده كان مثال لاسئلة كتير كنت بسئلها و كان الرد بيجي من الناس حولي"فريدة.. انت سايبة مصر من ٦ شهور بس
بعيداً عن السعادة اللي كنت حسّة بها الاجازة دىه لوجودي بين كل اللي بحبهم في الاماكن اللي بحبها و مرتبطة بها , انا بعتبر ان الاجازة ديه هي نقطة تحول في حياتي الجدىدة  او هي اللي صحتني و خلتني اتعامل مع حياتي بفكر تاني و روح .
تانية, ساعدتني اني ابص للموضوع من زاوية تانية, قررت اني احاول اعمل اللى نفسي فيه مش بس اكتفي بالحلم. حسيت ان الحياة في مصر مستمرة و ماشية و مش معني اني هناك هرجع الاقي كل حاجة زي ما هي الناس بتتغير و الدنيا بتتغير.. و انا كمان لازم اتغير. دي فرصتي و ده و قتي و لازم استغل كل فرصة تجيلي.. الفرصة اللي جتلي ديه مش بتيجي لكل الناس, العادي ان  معظم الناس بتفضل مكمله في حياتها و ماشية مع التيار, منغير متفكر, و جايز لو جتلهم الفرصة يفكروا ميكملوش في الطريق اللي هم مشيين فيه اصلاً, فللاسف الواحد بيروح للي عرفه و مرتاح فيه و نادراً  ما يحاول اكتشاف" افاق جديدة. من حسن حظي  ان جت لحد عندي الوقفة ديه.. و اخدت مني وقت عشان افهمها, و اكتشف ان في ١٠٠٠٠٠٠٠ حاجة معرفهاش و ممكن استغل الفترة ديه لمعرفة شوية منهم, و ساعتها احب اللي احبه و اللي ميعجبنيش يبقي اسمي جربته و عرفت ليه مش عجبني... بقيت عاملة زي الطفل الصغير اللي بيكتشف كل حاجة من حواليه و نفسه يجرب كل حاجة و   مش ملاحق..
 و علي راي  اغنية محمدمنيراللي افتكرتها دلوقتي و قاعدة بدَندنها : الفرصة بنت جميلة راكبة عجلة ببدال شعرها بيطير قدامها بيداري علينا جمالها و العاقل لو يلحقها يتبدل بيه الحال.. لو ننده مبتسمعشي اصلها بتسد ودانها لو راحت  مابترجعشي دي شقية و ليها دلالها, او واقف وسط كتير ممكن تخترك انت, مهما تطول المشاوير في اخرها هتوصل انت... الحمد لله, يا رب الحقها بقي


Monday 7 May 2012

رسالة ٢ "١"

بعد ٥ شهور جواز ، قررنا انا و محسن ننزل اجازة مصر.. و كنت فعلا خلاص حاسة انه لازم ارجع زيارة، فبالرغم من سعادتي من تجاربي في حياتي الجديدة مع محسن ،فانا متعودتش اني ابعد كل دة عن اهلي و بيتي و بطبعي برتبط جدا بالاماكن و الناس و صعب عليا تقبل التغىرات الجذرية دي. فاقصي فترة بعدت فيها عن اهلي  طول حياتي كانت اسبوعين، فكان صعب عليا قوي تخيل فكرة العيشة برة، و اشتغل برة و اعرف ناس برة و اكن الناس برة دول ناس غير الناس، بس عادة الانسان بيخاف من المجهول او اللي مجربوش و المفاجات اللي بتقابلنا و تغير مسار حياتنا، و لكن هى دي الحياة، لازم تغير و مفاجات و الواحد لازم يتاقلم و يستغل التغيير ده و ىبصله كفرصة جاءت له و مجتش لغيره. انا فكرة كويس قوي انه مرة اعدت مع خالي من ١٢ سنة بالضبط كان عندي ١٤ سنة و كنا بنتكلم علي الموضوع ده و كان بيحاول يفهمني ان الحياة مش ثابتة علي وتيرة واحدة فقال لي : الحياة عاملة زي الطريق السريع و احنا عربيات ماشية فيه، طبيعي الطريق ده مش خط مستقيم بل عكس ده مليان منعطفات و ساعات مناطق مظلمة و الشاطر هو اللي ىعرف يستمر و يكمل، و لو انا مش عجبني الطريق معنديش غيره امشي فيه و لو صممت و وقفت مفيش حاجة هتتغير بل عكس كل العربيات التانية هتمشي و تسبقني وانا واقفة و فالاخر برضو همشي و اكمل بس هكون اتاخرت و فاتني كتير، فمن الافضل اني اكون عندي المرونة الكفاية لامشى بسلاسة في الحياة. و من ساعتها و انا بفكر نفسي بالكلام ده و بحاول تطبيقه و مع الوقت بيبقي اسهل، كل اما الواحد يكبر و تزيد خبرته  كل اما يعرف يواجه تغيرات الحياة بقوة و تفاؤل اكثر.  المهم ، قبل معاد سفرنا باسبوعين كدة بدات اتحمس جداً للاجازة، و نزلت اجيب المشتروات المطلوبة مني من اهلي و اصحابي، و اجيب هدايا لكل من كان له مناسبة و فاتتني بسبب سفري. و كان قلبي بيدق من التحمس و الادرالين في دمي عامل شغل و كل كلامي و تفكيري عن الاجازة اللي علي الابواب. كانت فكرة اني نزلة مع محسن مصر محمساني، فنظراً لظروف سفره الداءم وقت الخطوبة مكانش دايماً معايا في التجمعات العاءلية سواء عيلتي او عيلته و تجمعات الاصحاب كمان، فكانت فكرة ان احنا هنبقي مع بعض عجباني و مفرحاني جداً و كانت محسساني انها هتقرب بىننا لانها هتقربني من اهله اكتر و تقربه من اهلي اكتر. و طبعاً وصيت كل الناس تعملي الاكل المصري اللي واحشني فكان نصيب ماما الحمام المحشي، و ورق العنب و وعدتني ان يوم وصولنا هيكون ده غدانا.  جه اليوم المنتظر ، و هو طبعاً يوم السفر ، وضبنا الشنط و اخدنا حاجتنا و بدانا السفر فجراً لان من عندنا للمطار سفر ٣ ساعات بالاوتوبيس. و اخيراً وصلنا مطار هيثرو، خلصنا الاجراءات و مرت الساعتين اللي قبل الطيارة سريعاً ،فقعدنا انا و محسن نشرب قهوة و انا ارغي و احكي و انط من موضوع للتاني كعاداتي لحد اما جاء ميعاد الطيارة. ركبنا الطيارة و ربطت الحزام و كل افكاري عن مامااللي هشوفها كمان كام ساعة و سريري اللي هنام عليه و اصحابي اللي وحشوني و كل شئ عاطفي يربطني بالبلد و ابتسمت من الفرحة مقدماً و كملت سرحان لحد ما وصلت مطار القاهرة. 

Friday 4 May 2012

رسالة ١




الساعة الثانىة عشر ظهرا, ابص تانى فى الساعة و برضو ١٢.. طب و باعدىن, انا خلصت كل حاجة ممكن اعملها في البيت و الجو مش مٌشجع علي النزول فالمطرمستمرمن امبارح بليل.




اعمل ايه اعمل ايه.. اعمل ايه بسرعة فأنا عارفة لو دخلت في حالة اني زهقانة يبقى هفتح علي نفسي فاتوحة و هشغل شريط الغربة و الذكريات, و عاوزة اهلي و صحابي, طب بيتي, عربيتي.. اي حاجة, اكن و انا في مصر ماكنتش بزهق ابدا, و اكن كنت ٢٤ ساعة مع اصحابي و كنت كل يوم بعد الشغل اسوي الهوايل.


المهم قعدت اقلب قنوات التلفزىون بملل شديد لحد اما ما لقيت كنز, مزيكااااا, بالييييييه, و مش اى باليه, فهواحدي الباليهات المفضلة لدي,باليه دون كيشوت, و لكن للاسف كانت اخر ٥ دقائق, مش مشكلة فتاثيرهذا الباليه علي كالسحر. قمت جريت شغلت اللاب توب و وصلت السماعات و بدأت اسمع لمجموعتي المفضلة لموسيقي الباليه, شوية منها رقصتها و الباقي كنت بحلم من طفولتي اني ارقصها علي مسرح البولشوي, طبعاً اللي يعرفني عارف ان احلام اليقظة واخدة اكتر من حقها شوية في حياتي و اني ارقص علي مسرح البولشوي ده كان من اكثرهم تواضعا.٫


شوية شوىة و الحماسة احدتني و قمت لامارس الباليه بما تبقي لي من ليونة و ليالقة و طبعاً مسبتش اي حاجة فالبيت غير اما خبطت فيها بما ان البيوت الانجليزي مساحاتها صغىرة حبتين, بس ده طبعاً موقفش في وش فنانة زيي, فانا متعودة من زمان علي المساحات الصغيرة لان اوضتي زمان كانت تقريباً ٤x٣ متر و بالرغم من كدة شافت من فني كتير. محستش بالوقت و هو بيعدي, محستش غير اما لقيتني قعدت علي الكنبة بنهج و فطسانة و الابتسامة علي وشى من هنا لهنا.


اتبسط اني هزمت الملل, و حسيت اني بدأت في تطبيق شوية من اللي اتعلمته في حياتي الجديدة. فالعيشة خارج الوطن علموني شوية حاجات كدة.منها اني مستسلمش للملل و الزهق و للطاقة السلبية علي راي ماما و عرفت ان كل ما اعمل حاجة احبها مهما كانت صغيرة ترفع من معنوياتي , فلسماع المزيكا تأثير وللقراءة تاثير و للقهوة الحلوة تاثير وللتمشىة الهادئة تأثير, اي حاجة٫ حتي الفرجة علي فيلم بس المهم تبقي نهايته سعيدة عشان ميبوظش الدنيا, و انا و شطارتي بقي اقعد الملم في نقط سعادة كل اما احس ان في هجوم وشيك من شوية افكار سلبية.


بعد فقرتي الفنية نفسي اتفتحت لسماع الاغاني و لقيت نفسي اسمع اغنية اللقاء التاني لعلي الحجار فانا بحبها جدا لحناً و كلاماً ، و منها لقتني بروح على الجيل الصاعد، وطني الاكبر، يا حبيبتي ىا مصر و اما وصلت لمشربتش من نيلها قررت اني رايحة كدة في سكة شريط الذكريات تاني و ممكن بكدة ابوظ كل اللي عملته, بس بصيت من الشباك و لقيت الجو لسة بيمطر بس فيه شمس طالعة و واضحة منغير غيوم, معرفش المطر جاي منين بس اكيد في سحاب في حتة ما, عجبني الجو و قررت اخد كتابي و اقعد في كافيه لاستمتع بالقهوة و كتابي و الجو الجميل من ورا الزجاج. الوقت جري و قررت العودة عشان الحق اوضب غذاء سريع قبل اما محسن جوزي يرجع. والحمد لله انه رجع لقي وجبة لذىذة معمولة بنفس يصحبها ابتسامة كبيرة علي وشي, بدل من شوية نكد متحوشين من الصبح. برافو فريدة... استمري إ