درجة الحرارة ٣٦ , شمس ,واضحة في السماء منغير غيوم و لا سحاب, منظر مشفتوش بقالي كتير و اكتشفت انه وحشني جداً. من ساعة ما نزلت من الطيارة و انا عندي احساس بالسعادة و النشوة.. ايوة النشوة بكل ما تحمله من معاني, فطبقاً للمعجم اللغوي النشوة هي اول السكر و الارتياح للامر و النشاط له. مع اني مسكرتش قبل كده بس اعتقد انه احساس انهم طايرين فوق الارض و عندهم تدفق في ادرينالين و احساس بالتحمس لحاجة هم مش عارفينها, او ببساطة ده كان احساسي.المهم, ركبنا العربية في طريقنا لماما, كنا علي الطريق الدائري و كنت لسة عندي حالة الانبهار و السعادة, بالرغم انه كان في حادثتين و كان الطريق واقف بس زى ما يكون هو كمان وحشني, ما احنا عشرة عٌمر من ايام الجامعة و بعدين شغلي. بس الفرق طبعاً ان زمان كنت بسب و العن طول ما انا ماشية فيه من الزحمة. وصلنا عند ماما بعد ما قضّيت الطريق انا و محسن في الرد علي تليفونات الاقارب و الاصحاب و السماع لنجوم اف ام اللي وحشتني برضو حتي بأعلنتها المملة. طبعاً قضينا الاجازة كلها في اكل المحمر و المشمر و الزيارات العائلية و الخروج مع الاصحاب. كان احساس غريب في الاول, كنت حاسة اني بقالي كتير منزلتش مصر و ان في حاجات كتير ممكن تكون اتغيرت وانا معرفش. في يوم روحنا نحط بنزين و ادينا العامل البنزينة الفلوس و جينا نديلو بقشيش و حسيت للحظة اني من اهل الكهف و دار بيني انا و محسن هذا الحوار
محسن:معاكي جنيه يا فريدة؟
! فريدة: استني هاشوف
انا لقيت ده.. ينفع ؟ و طلعتلو جنيه ورق و انا ببصلوا و بحاول افتكر ده لسة الناس بتتعامل به في مصر ولا خلاص
محسن: ايه ده هو لسة الجنيه ده شغّال ؟ مش عارف.. طب جربي أديله كدة و نشوف!
فتحت شباك العربية و اديته الجنيه و انا مترقبة و براقب رد فعله بكل تركيز... الراجل قرب من الشباك و علي وجهه ملل شديد و اخذ الجنيه بمنتهي البساطة و اللامبالاه و راح يحط بنزين في عربية تانية.
"!و ده كان مثال لاسئلة كتير كنت بسئلها و كان الرد بيجي من الناس حولي"فريدة.. انت سايبة مصر من ٦ شهور بس
بعيداً عن السعادة اللي كنت حسّة بها الاجازة دىه لوجودي بين كل اللي بحبهم في الاماكن اللي بحبها و مرتبطة بها , انا بعتبر ان الاجازة ديه هي نقطة تحول في حياتي الجدىدة او هي اللي صحتني و خلتني اتعامل مع حياتي بفكر تاني و روح .
تانية, ساعدتني اني ابص للموضوع من زاوية تانية, قررت اني احاول اعمل اللى نفسي فيه مش بس اكتفي بالحلم. حسيت ان الحياة في مصر مستمرة و ماشية و مش معني اني هناك هرجع الاقي كل حاجة زي ما هي الناس بتتغير و الدنيا بتتغير.. و انا كمان لازم اتغير. دي فرصتي و ده و قتي و لازم استغل كل فرصة تجيلي.. الفرصة اللي جتلي ديه مش بتيجي لكل الناس, العادي ان معظم الناس بتفضل مكمله في حياتها و ماشية مع التيار, منغير متفكر, و جايز لو جتلهم الفرصة يفكروا ميكملوش في الطريق اللي هم مشيين فيه اصلاً, فللاسف الواحد بيروح للي عرفه و مرتاح فيه و نادراً ما يحاول اكتشاف" افاق جديدة. من حسن حظي ان جت لحد عندي الوقفة ديه.. و اخدت مني وقت عشان افهمها, و اكتشف ان في ١٠٠٠٠٠٠٠ حاجة معرفهاش و ممكن استغل الفترة ديه لمعرفة شوية منهم, و ساعتها احب اللي احبه و اللي ميعجبنيش يبقي اسمي جربته و عرفت ليه مش عجبني... بقيت عاملة زي الطفل الصغير اللي بيكتشف كل حاجة من حواليه و نفسه يجرب كل حاجة و مش ملاحق..
و علي راي اغنية محمدمنيراللي افتكرتها دلوقتي و قاعدة بدَندنها : الفرصة بنت جميلة راكبة عجلة ببدال شعرها بيطير قدامها بيداري علينا جمالها و العاقل لو يلحقها يتبدل بيه الحال.. لو ننده مبتسمعشي اصلها بتسد ودانها لو راحت مابترجعشي دي شقية و ليها دلالها, او واقف وسط كتير ممكن تخترك انت, مهما تطول المشاوير في اخرها هتوصل انت... الحمد لله, يا رب الحقها بقي