Saturday 2 March 2013

رسالة رقم ١٦-- شوربة الخضار

من أول الأسبوع وأنا مش بعرف أنام بالليل، نوم متقطع جداً ومش نايمة مرتاحة كدة, كرشي الجديد عامل لي مشاكل وكمان لخبطة في الشغل وعدم إستقرار, تعب وزهق وإحساس مستمر بالإرهاق خلاني وصلت امبارح القمة التوتر ومزاجي كان في الأرض.
نفسي أنام. نفسي أوضب البيت، نفسي أكل أرز و خضار ولحمة وسلطة، أكل بتاع زمان ده.. كفاية مكرونة، زهقت,و بعدين نفسي كمان اني أقضي الأمسية مرتاحة كدة ، حتى لو قاعدة مش بعمل حاجة وبتفرج على التليفزيون,بس أبقى بتفرج بجد مش مخي نايم وعيني بس إلي صاحية !ده مش أحلام خالص، دي حاجات بسيطة قوي.. بس للاسف أنا لسة ملخبطة ومش عارفة اعملها، على الاقل مش كل يوم  يعني, في أيام بيبقى عندي نشاط وممكن أروح من الشغل وأعمل وجبة ظريفة، وأوضب البيت، و ساعات بيبقى نشاطي أقل فمستوى الوجبة يقل، وساعة مش بيبقى فيه خالص.. ففي الحالة ده ...الديليفري هو الحل !
بس الفكرة إن الموضوع بيزيد والصحة في النازل، أعراض جديدة كل يوم... مع الحمل مش هتقدر تغمض عنيك!

صحيت امبارح علشان أروح الشغل، صاحية وأنا فعلاً حاسة اني منمتش,بقيت بعمل حاجات معملتهاش من أيام المدرسة.. زي اني أغمض عيني وأنا بلبس، قال يعني كدة نايم, و أنام ال مدة 3 ثواني في الحمام الصبح، و أول مدخل الاوتوبيس أسند راسي على الشباك وأنام.
ميزاني نومي على رأي مامتي.. فمع تراكم عدم النوم كان مزاجي سيئ جداً وروحي المعنوية في الأرض, و زي ما ديماً بقول لمحسن.. غديني تلاقيني، أو عشيني تلاقيني، أو أكلني أي حاجة تلاقيني..و أنا نفسي في الوجبة السخنة ده من فترة، فنقص نوم و قلة أكل مع بعض عملوا قفلة ونزود عليهم شوية مشاكل في الشغل فخلاص بقى كنت بعد الساعات عشان أروح البيت وأنام..

المهم، أخيراً وبعد طول إنتظار، جاءت الساعة المنتظرة.. ٥٫١٥، ورحت بسرعة أقف في الطابور
بتاع الاوتوبيس، وركبت ووصلت.. و أنا نازلة لقيت جوايا شوية طاقة يوصلوني للسوبر ماركت اللي وراء البيت وقررت احقق حلم من أحلامي المذكورين فوق.. رحت جبت شوربة خضار، وأرز من اللي بيتحط في الميكرويف (يجهز في 3 دقائق) "ا كمان من غير مواعين " وصدور فراخ متبلة وجاهزة تتحط في الفرن ٢٢ دقيقة وبالهنا والشفا.
بدأت طاقتي تخلص و أنا في السوبر ماركت وبدأ ضهري يوجعني..حسبت بسرعة على الطلبات ومشيت.. ما أنا أصلي بقت نينا
المهم وأنا ماشية كنت تعبانة قوي وقررت أطبق نظرية النوم في أي مكان.. فكنت ماشية شبه نائمة، والشارع كان نوره ضعيف قوي فكان مساعدني... ماشية، ماشية، ماشية، وطول ما أنا ماشية كنت شايفة خيالي في السور اللي جنبي.. وعارفة ومقتنعة إنه خيالي
لكن يظهر أثناء نومي و أنا ماشية بدأت احدف شمال ناحية السور.. ففجأة خيالي قرب مني قوي وأنا أصلاً نايمة فإتخضيت جداً جداً، وبعدت وبصيت ورايا بسرعة.. تخيلت إن حد جي من ورايا وبيجري ...لا حول ولا قوة إلا بالله.. خلاص لا صحة ولا عقل ؟ الحمدلله إن ما كنش في حد في الشارع معايا كانوا قالوا يا مجنونة يا ركبها بسم الله الرحمن الرحيم.
 الظريف في الموضوع إن بالرغم اني نايمة بس العزيمه والارادة لطبخ شوربة الخضار ما ماتوش لسة مصحصحٍين وكمان أنا وعدت معدتي بالشوربة ولازم أوفي بوعدي.
أخيراً وصلت، وبدأت في عمل وجبتي السريعة، أخدت بالضبط ٢٢ دقيقة و ٢ دقيقة عشان تبرد، وحلة واحدة بس كمواعين.. إنجاز برضه.

أكلت وشبعت واتبسط جداً، ومزاجي إتعدل بنسبة ٤٠٪ كله أكيد من شوربة الخضار، وتحسن المزاج يعني شحنة في بطاريتي وجتلي شوية طاقة وقمت وضبط البيت سريعاً كدة.. أخيراً ! وبالحركة دي لقيت مزاجي تحسن و وصل ل-٧٠٪. حلو قوي، قمت عملت شاي وقعدت قدام التليفزيون عملة نفسي صاحية ودخلت السرير الساعة ١١ بالضبط. 
طبعاً بما إن محسن مسافر، ففي بعض الطقوس للنوم، منها إن النوم لازم يبقى منور في البيت كله.. عشان لو الحرامي قرر يجي يعرف إن البيت فيه ناس وميحاولش يقرب ! المشكلة الوحيدة هي اني مش بعرف أنام في النور، فقررت اني أفتح أنوار البيت واقفل الباب عليا.. وبكدة أعرف أنام منغير ما النور يدايقني ولو الحرامي جه يبقى يسرق بقيت البيت ويسبني نايمة في سلام.

قرأت في كتابي ٥ دقائق بضبط ونمت.. والمفاجأة الكبرى اني صحيت على صوت المنبه في معاد الشغل, يا سلام، ده النوم لذيذ والله، نمت ليلة منغير مصحي ؟ ياما إنت كريم يا رب !! يمكن تراكم قلة النوم على الإرهاق نيموني يومها.. معرفش.. المهم صحيت منغير متلكع وقمت بدري ربع ساعة، ونشيطة ومنمتش و أنا بلبس ولا وأنا في الحمام, 

وضبط الأوضة والسرير وفتحت الشبابيك والستاير وعملت توست و فطرت وأنا بتصفح جريدة الشروق، على الايباد.. يا سلام.. مفيش أحلى من كدة ! جاء معاد الاوتوبيس  ورحت على الشغل نشيطة ولقيتني نفسي أسمع مزيكا حلوة و أنا بشرب الشاي باللبن على المكتب والشمس دخلالي من الشباك.. شغلت الكونشرتو رقم ٣ بتاع رحمانينوف.. دة بقى كان الكريزة اللي على التورتة.. محسن يعتبر عمل حسنة جارية في حياته إنه عرفني على الكونشرتو ده..

خلص اليوم،جت الساعة ٥.١٥ ركبت الاوتوبيس و لقيتني عاوزة أنام، ضهري وجعني ونفسي في شوربة خضار

No comments:

Post a Comment