Thursday 11 September 2014

رسالة رقم ١٨- جبان الله يخيبه

 صيف ٢٠١٤ ,الساعة الثالثة ظهراً, شاب في عقده الثالث, بيتمشي في الشارع بتاع بتنا, رايح جي رايح جي, وأنا واقفة 
 في المطبخ بغسل المواعين و بسلي نفسي بالفرجة من الشباك.
إستمر الشاب دة في حيرته وحيرني معاه ,وإستمرفي التمشية شوية وكل كم دقيقة يقف يسند على السور اللي قدام البيت و يفضل مركز نظره في إتجاه شباك مطبخي.

.بس! دة أكيد حرامي! جيً في النهار عشان يراقب المنطقة و يجي بليل بقي يسرق علي رواقه و احنا في سابع نومة.

شوية و إنضم له شاب تاني، ووقف معاه على نفس السور. كل ده وأنا بقوم بدور المخبر من خلف حوض المطبخ، دول أكيد جايين يراقبوا المنطقة و يجوا بقى يسرقوا  بليل أفي سكون الليل, طب يا ترى هيسرقونا احنا ولا الجيران؟ طب لو الجيران، هما أعدين مركزين مع بيتنا قوي كدة ليه, يبقى أكيد احنا!

  في وسط هذا الوابل من الاستنتاجات والتخمينات جت عربية صغيرة فيها بنتين, و وقفت قدام الشابين و ركبوا معاهم. ساعتها قلت بس خلاص,مطلعوش حرامية الحمد لله , طلعوا ناس طبيعيين مستنين صحابهم يعدوا عليهم, أنا بس اللي مُفترية و الهواجس  هتقتلني.
 ٥ دقائق بالضبط كانوا رجعوا و نزلوا الشابين في نفس المكان اللي أخذوهم منه و انطلقوا بالعربية. الصراحة مهتمتش قوي .. طالما مطلعش حرامي  فهو حُر في ظروفه الشخصية. اما انا  فرجعت للمواعين و انا مرتاحة البال.


بعد إسبوعين  في نفس المعاد,معاد غسيل المواعين اليومي, نفس الشاب اللي شفته من شهر من نفس الموقع، هو كمان واقف في نفس المكان نفس الوقفة. بس بما إن أنا عرفت إلي فيها المرة اللي فاتت،  فأنا عرفة إن هو مستني أصحابه يعدواعليه
لكن المرة ديه طول شوية، صحابه اتأخروا وبقى فيه أكتر من ٣ واقفين بس مش مع بعض لكن كلهم واقفين على نفس الرصيف، ويجمعهم نظرة إنتظار و قلق, وكل شوية يبصوا في الساعة...

وجت أخيراً العربية المنتظرة وكانت نفس عربية المرة إلي فاتت وفيها نفس البنتين, بس المرة ديه الوضع كان شوية مختلف فالعربية وقفت قدام البيت  ودخل أول واحد العربية لوحده والباقيين فضلوا في نفس أماكنهم كل واحد لواحده، وبيبصوا حواليهم..
بدأت أشك.. شكلهم كدة فيه حاجة مريبة، فقررت اني أسيب المواعين وأتفرغلهم.. أشوف حكايتهم إيه.
طلع الأولاني، ودخل التاني، و التالت والرابع.. يدخلو  اديهم فاضية، ويطلعوا بكيس في حاجة أو بيحطه حاجة في جيبهم.. بس خلاص أنا كدة عرفت، دول بتوع مخدرات واللي مستنين دول هم الزبائن.
ودة كان سيناريو منطقي جداً للي أنا شيفاه. وإتكرر الموضوع ده كذا مرة بس كانوا البنتين مش كل مرة بيجوا بنفس العربية.
وكل مرة أتأكد أكتر من الموضوع، و خاصةً أما مرة واحدة من البنتين شافتني و أنا فالشباك وجريت بالعربية.

حكيت لمحسن القصة لما رجع البيت  وإقتنع بنظريتي ، و قال لي بمنتهى العفوية : طب بلغتي البوليس؟

ابتسمت  إبتسامة استنكارية و أنا بقول في نفسي، هو أنا هبلة؟ أكيد هيعرفوا إن أنا إلي بلغت و يجوا ينتقموا مني أشر إنتقام زي في الأفلام  .. وساعتها افتكرت مقولة  جد صحبتي الله يرحمه: جبان الله يخيبه أحسن من شجاع الله يرحمه, وقررت تطبيق هذه المقولة حتى إشعارٌ أخر 




(فريدة فريد (أم فرفر

No comments:

Post a Comment